أثار مسلحون تابعون لميليشيات الحوثيين المتمردة هلع الطلاب في العديد من مدارس صنعاء، حينما اقتحموا الفصول الدراسية، ودعوا الطلاب إلى خلع الزي المدرسي، وارتداء العسكري، وحمل السلاح، والتوجه نحو جبهات القتال للدفاع عن صنعاء. وأثار تصرف الانقلابيين استياء واسعا وسط سكان العاصمة الذين رفض غالبيتهم السماح لأبنائهم بالتوجه نحو مناطق العمليات، والمشاركة في الانقلاب، كما أقدم عدد منهم على منع أبنائهم من الذهاب إلى مدارسهم، خوفا من تعرضهم للاختطاف على أيدي الميليشيات الانقلابية. خصوصا الأطفال الذين قام الانقلابيون في أوقات سابقة بتجنيدهم، تحت إغراء منحهم شهادات "النجاح بتفوق"، والحصول على السلاح مجانا. بوادر الانهيار أشار عدد من أولياء الأمور إلى أن الخطوة التي أقدمت عليها جماعة الحوثي الإرهابية تتعارض مع مبادئ القانون الدولي الذي يحظر تجنيد الأطفال القُصَّر، لا سيما أن معظم الذين تم تجنيدهم أرغموا على التوجه إلى مناطق العمليات، بعد أن تعرضوا لخدعة في البداية، بأن دورهم سيقتصر على البقاء في نقاط الحراسة، والقيام بأدوار لوجستية، إلا أنهم فوجئوا بأن الميليشيات قامت بوضعهم في جبهات القتال الأمامية. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن ميليشيات التمرد الحوثي تواجه الانهيار العسكري، بسبب هرب العديد من عناصرهم من جبهات القتال، وتسليم آخرين أنفسهم إلى قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، مما دفعهم إلى البحث عن مصادر أخرى لتوفير مقاتلين لإرسالهم لجبهات القتال. كما أن إحجام القبائل عن إرسال أبنائها إلى الجبهة أدى إلى وجود مشكلة إضافية للإرهابيين. عدم التجاوب قال المحلل السياسي، حسن الوجيه، إن جماعة التمرد الحوثي باتت في وضع مكشوف عسكريا، مشيرا إلى أن سياراتهم تذرع شوارع صنعاء والمديريات المجاورة لها، لحث الشباب على التطوع والانضمام إلى جبهات القتال، دون أن تجد تلك الدعوات أي تجاوب، وأضاف "كيف يتطوع الشباب للدفاع عن سلطة دمرت بلادهم وأضاعت مستقبلهم، وتسببت في كل هذا التدهور؟ وكيف للانقلابيين أن يتوقعوا تعاون من أذلوهم وأرهقوهم بالضرائب الباهظة، ومارسوا بحقهم كافة أنواع الإذلال، فإذا كان أتباعهم ومن ناصرهم بالأمس قد تخلوا عنهم اليوم، ونفضوا أياديهم عن الارتباط بهم، فإن بقية المواطنين والشباب لا شك سيكونون أكثر إعراضا عنهم". وأشارت مصادر داخل صنعاء إلى أن ميليشيات الحوثيين تعيش حالة من الرعب والهلع، بعد التقدم الذي حققته المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني التي باتت على مشارف العاصمة، وسط استعدادات مكثفة لبدء معركة التحرير الفاصلة.