أثارت تجربة كوريا الشمالية لاختبار صاروخ باليستي جديد، مخاوف جارتها الجنوبية، والولايات المتحدة، ودفعت البلدين إلى تسريع إجراء محادثات سريعة لبحث إمكان نقل منظومة صاروخية دفاعية إلى المنطقة، على الرغم من معارضة كل من روسياوالصين لذلك. جاء الإعلان عن محادثات بشأن المحطة الطرفية لمنطقة الدفاع "ثاد"، بعد ساعة من إعلان كوريا الشمالية أنها وضعت بنجاح قمرا صناعيا جديدا للمراقبة حول مدار الأرض. فيما يشير خصوم بيونج يانج إلى أن غرضها الحقيقي هو اختبار صاروخ باليستي، بعد شهر واحد فقط من تجربتها النووية الرابعة. ودان مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، التجربة، وعدّها خرقا لقرارات المجلس، وتهديدا للأمن والسلم الدوليين، وقال إنه سيتخذ قريبا قرارا بفرض عقوبات جديدة ردا على ذلك. مضيفا أن إطلاق الصاروخ يسهم في تطوير كوريا الشمالية أنظمة قادرة على إطلاق أسلحة نووية، وأن استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية يشكل انتهاكا لقرارات المجلس. ولم تقف ردود الفعل الغاضبة عند حدود واشنطن وسول، فانضمت إليهما باريس التي وصفت التجربة بأنها "عمل استفزازي جنوني"، مشيرة إلى أنها ربما تشكل بداية لعصر جديد من "حرب النجوم" في منطقة شرق آسيا، إذ إنها قادرة على إصابة الصواريخ بعيدة المدى على ارتفاع يصل إلى نحو 100 ميل. وفيما كانت كوريا الجنوبية تتعامل سابقا بفتور مع الإصرار الأميركي على نقل المنظومة الصاروخية إلى أراضيها، بتكلفة تبلغ بضعة مليارات الدولارات، مراعاة لموقف الصين الرافض لدخول هذه المنظومة إلى المنطقة، باعتبار أنها ستشكل نقطة قوة للولايات المتحدة ضد الصين، إلا أن رد فعل بكين البارد تجاه الأنشطة النووية لبيونج يانج، أقنع سول بالحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير قوية لنشر منظومة دفاعية في أقرب وقت ممكن.