تابعت بنهم ما ورد في جلسة مجلس الشورى، عن مقترح تخفيض ساعات العمل الأسبوعية إلى نحو 40 ساعة، وإضافة إجازة أسبوعية بمقدار يومين أسوة بموظفي القطاع العام، وهذا ليس محض مساواة بقدر ما هو صنع وسيلة جذب للعمل في القطاع الخاص، للمضي قدماً في التوطين بما يتلاءم وحاجة السوق إلى إحلال المواطن بدلاً من الأجنبي المقيم، أملاً في تقليل نسبة البطالة التي فاقت 11% بحسب ما صرح به وزير العمل إبان حضوره ومناقشته من المجلس الموقر. لا أفهمُ سبباً وجيهاً عما إن كان عدد ساعات عمل موظفي القطاع الخاص مُجدياً إلى حدٍ ما، فساعات العمل الطويلة تخلق مللاً ليس عادياً لدى شريحة كبيرة من هؤلاء العاملين والموظفين، بل وربما يكاد يقتل "حياة" اجتماعية وأسرية لذات السبب غير المُبرر في هذا العدد من الساعات الطويلة؛ ناهيك عن أن العمل "الخاص" - ولا أقول الحُر - لا يتبع إلى جهة حكومية سوى وزارة العمل المُوقرة، التي نرجو أن تعيد النظر في مقترح خفض ساعات عمل موظفي الشركات والمؤسسات، وهو أيضا عمل يشوبه السأم وأحياناً الضجر من أعباء الوظيفة وساعاتها، فضلاً عن الإجازات الموسمية، مما يجعل الانطباع السلبي العام عن القطاع الخاص والأهلي دوماً لا يتغير. يعمل الكثيرون في إحدى الشركات الخاصة دونما "راحة" وقتية، وهذا العرف السائد لا يُحسن من صورة القطاع الخاص إجمالاً، لأنه - ولا يزال - يشوبه الكثير من الصور السلبية المعروفة عند ذوي الخبرة أو ممن عمل في هذا المجال، لا سيما وأنه مجال كبير ومتاح للتعلم المهني بشكل أفضل وأوسع، ما يُكسب الموظف الخبرة المنشودة والمهارة المطلوبة، إلا أن ساعات العمل - وأكرر ذلك مراراً - لا تتواءم مع المجتمع والأسرة، وهذا يكون عائقاً واضحاً لدى طالبي العمل الذين ينشدون الأمان والاستقرار الوظيفي بما لا يتعارض مع أسرهم وأبنائهم، وهم بحاجة إلى بقائهم لفترة كافية بعيداً عن وظائفهم في شركات ومؤسسات كبرى لا تراعي هذا الجانب الأسري للمواطن أو المقيم الوافد، نريد تغييراً - لا محض وعود - لجعل صورة العمل والمهنة لدى القطاع الخاص تبدو أجمل. قد يسأم ويملّ ربّ الأسرة أو الفرد من البقاء على وتيرة "زمنية" بهذا الكم من الساعات، والتي تصل إلى 48 ساعة، أعتقد أن جزءاً منها مُهدر ولا يُقيّم حاجة العمل للعامل أو الموظف في هذا القطاع، الذي لا بد أن يعرف حاجات موظفيه، فهو يعتمد كلياً على أدائهم كهدف للوصول لأرباحه السنوية، باعتبارها جزءا من رؤيته وإستراتيجيته، خفض ساعات العمل بات شيئاً مُلحاً وفي وقت مُلحّ.