أجمع إعلاميون شاركوا في ندوة "قراءة في الخطاب الإعلامي المصاحب لعاصفة الحزم"، ضمن مسامرات الإيوان الثقافي في مقر إقامة ضيوف الجنادرية، على أن الإعلام العربي والخليجي خصوصا تفاجأ بعاصفة الحزم، ولم يكن مستعدا لمثل هذه الظروف، ولذلك لم يتعامل معها بالشكل المطلوب، بل ذهب بعضهم إلى أن التضليل الإعلامي الذي تمارسه إيران ووكلاؤها في المنطقة العربية تسبب في تشويش الصورة كثيرا حول "عاصفة الحزم". وكان المتحدثون الرسميون في الندوة هم عبدالعزيز العيد المشرف على القناة الثقافية، والدكتور عايد المناع الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي، ومحمد الطميحي المذيع في قناة "العربية".
تحول مع الحدث القنوات الإعلامية الرسمية والخاصة كانت متفاعلة مع "عاصفة الحزم" في بداية الأمر ثم كانت حاضرة في الحدث وناقلة لتفاصيله بشكل كبير، صحيح تفاجأنا نحن العاملون في التلفزيون بهذه الحرب، نظرا لأننا لم نخض حربا خلال 25 عاما، وبالتالي تعودنا على الاستقرار والهدوء، وكان اهتمامنا أكبر بمتابعة تطورات التنمية والشأن الإبداعي والفني والثقافي، إلا أن الجهد تحول بأكمله إلى تغطية عاصفة الحزم، وتكييف بعض البرامج وإيقاف البعض الآخر لنستطيع مواكبة الحدث عبر برامج مباشرة، وبعد فترة عدنا إلى حالة من الاستقرار بعد قرار الموازنة بين تغطية الحرب والبرامج اليومية. عبدالعزيز العيد المشرف على القناة الثقافية
تخلف إعلامي نحن في هذه الأمة من جملة دول العالم الثالث، ونعاني من الإعلام وهو أيضا يتأثر بالبيئة المحيطة التي تعاني التخلف بشكل أو بآخر، والإعلام في زمن الحرب يتطلب أن يكون مواكبا للمعركة، ويكون دوره فاعلا في رفع معنويات المقاتلين وتقديم المعلومات والتحليل الموضوعي، ويجب أن نوازن بين الموضوعية المطلقة والموضوعية النسبية وأن نعرض الحقائق، ولكن ليست الحقائق التي تكشف كل شيء للعدو. إعلام المعركة لا بد أن يعمل كل جهده في تسليط الضوء على الإنجازات التي تتم، سواء كانت عسكرية أو مدنية أو إنسانية. وبكل وضوح أن المواطن العربي ما زال يثق في ال"بي بي سي" وال"سي إن إن" و"الحرة" أكثر بكثير من ثقته بكل قنواته العربية لأنه يعتقد أنها تقدم له الحقيقة. عايد المناع أكاديمي وباحث كويتي
تحدي المهنية كانت لدينا مشكلة في الإعلام، فالكل يعرف أن المشاهد يستطيع الحصول على المعلومة من أي وسيلة وبشكل سريع وفي عدة قنوات، سواء من معادية أو مناصرة أو وسائل التواصل الاجتماعي، ومن هنا نحن في "العربية" أمام انتماء عربي وقناة حيادية مهنية، تفرض عليك استقاء المعلومة من كافة المصادر. ولكن لعلمنا بأن المصادر الحوثية غير صادقة وكاذبة في كثير من أخبارها ومعلوماتها، كان اعتمادنا على المراسلين في الميدان، أما المواطن اليمني فكان من الصعب أن يكون مصدرا بحكم اختلاف السيطرة عليه من قبل الحوثيين، فهو مغلوب على أمره ولا يمكن أن يكون حرا في التعبير، لذا كان المصدر محدودا لدينا وقد يرى البعض أن هذه التغطية غير عادلة، ولكن الظروف اليمنية لم تساعد المنظمات الإغاثية على إعطاء المعلومات، وبذلك نحن نقدم الخبر الذي نراه محايدا ولا يمكن أن نعتد بالأخبار المكذوبة من الطرف الحوثي. محمد الطميحي مذيع بقناة العربية