أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن إدارته تستعمل نطاقا من الوسائل الدبلوماسية لضمان إجراء استفتاءين سلميين في السودان في يناير المقبل. وقال أوباما خلال لقاء أول من أمس مع ناخبين أمريكين شبان أشاروا في رسائل بالكمبيوتر إلي أن الوضع في السودان هو أحد المسائل التي تثير أكبر قلق لديهم "هذه واحدة من أعلى أولوياتنا". وأشار أوباما إلى أن "مليوني شخص قتلوا في الحرب الأهلية التي دارت بين شمال وجنوب السودان وأن ملايين آخرين قد يموتون إذا تفجر العنف في البلاد" فيما يتصل بالاستفتاء الذي سيجرى في التاسع من يناير لتقرير هل يصبح جنوب السودان مستقلا عن الشمال. وقال أوباما "هذه قضية ضخمة نوليها الكثير من الاهتمام"، وحث مستمعيه الشبان على ممارسة الضغط على أعضاء الكونجرس للاهتمام بالسودان. وتابع أن المخاطر مرتفعة. وأضاف "من المهم لنا أن نمنع هذه الحروب ليس فقط إنطلاقا من أسباب إنسانية بل أيضا انطلاقا من المصلحة الذاتية لأنه إذا تفجرت الحرب هناك فإنها قد يكون لها آثار مزعزعة للاستقرار توجد مجالا أوسع لنشاط إرهابي قد يجري توجيهه في نهاية المطاف إلي بلدنا". وفي سياق متصل أكد مسؤول بارز في الأممالمتحدة أنه سيتم نشر القوات الدولية في المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب في السودان لمنع وقوع أية أعمال عنف قبل الاستفتاء. إلا أن وحدة الموقف الدولي حول السودان تلقت ضربة عندما عارضت الصين مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي حول مراقبة العقوبات ضد حلفاء الرئيس السوداني عمر البشير. وصدرت الأوامر بنشر مزيد من القوات في "المناطق الساخنة" على الحدود بعد أن تم إبلاغ المجلس بأن رئيس جنوب السودان سلفا كير يخشى أن يكون الشمال يحضر "لحرب" مع الجنوب حول الاستفتاء. وأكدت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس أن سلفا كير طلب أثناء لقائه سفراء من مجلس الأمن الأسبوع الماضي إقامة منطقة عازلة بعرض 16 كلم يتواجد فيها جنود الأممالمتحدة فقط. وقالت للمجلس إن "الرئيس كير حذر من أنه يخشى أن يكون الشمال يعد لحرب وأنه ربما يقوم بنشر قواته جنوبا". وعقب الاجتماع قال قائد قوات حفظ السلام الدولية آلان لي روي إنه سيتم نشر القوات الدولية باتجاه المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب خلال أسابيع. وأضاف "سنعزز وجودنا ولكن فقط في بعض النقاط الساخنة".