حذر عمدة حي الضاحي في بريدة خلف العنزي من كارثة بيئية بسبب استمرار تسرب مياه الصرف الصحي إلى وادي الرمة القريب من الحي، مطالبا الجهات المسؤولة بالتدخل عاجلا لمعالجة هذه المشكلة. وقال العنزي ل"الوطن" إن حي الضاحي يقطنه نحو 25 ألف نسمة، ويقع على ضفاف وادي الرمة من جهة الغرب، والشمال الغربي. مياه مختلطة وأضاف أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة بدأت تجري مياه وادي الرمة مجهولة المصدر، مما تسبب في انتشار البعوض والروائح الكريهة، وتذمر العديد من سكان الحي مما آل إليه الحال في الوادي خصوصا بعد السيول الأخيرة، التي ضخ معظمها من شارع الملك عبدالعزيز إلى الوادي، وكانت مختلطة بمياه الصرف الصحي، الأمر الذي يهدد بحدوث كارثة بيئية في الحي و في المدينة إن لم تتدارك الجهات المعنية الوضع ومعالجته بصفة عاجلة. المحلي يناقش المشكلة وكان المجلس البلدي لأمانة منطقة القصيم "بريدة" ناقش في جلسته قبل أسبوعين وضع تصريف مياه الصرف الصحي في وادي الرمة، والتي أخذت بعدا بيئيا واسعا، حيث اتفق المجلس على وقوف لجنة البيئة على المشكلة، ودراستها وإيجاد الحلول لها في أسرع وقت، وتقديم تقرير عنها في الجلسة المقبلة للمجلس. من جانبه، ذكر المواطن منصور المهدي، أحد سكان حي الضاحي، أن المار بجوار وادي الرمة داخلا إلى الحي قادما من الطريق السريع، يشاهد البحيرات المائية والمستنقعات، معتقدا أنها من سيول الأمطار، ولكن ما إن يقف لدقائق حتى تداهمه الحشرات والروائح الكريهة، مؤكدا أن هذا الوضع ينعكس سلبا على سكان الحي، حيث انتشرت أنواع من الحشرات التي تدهم المنازل، وأصبحت تشكل خطرا على الأسر، وخصوصا الأطفال في نقل الأمراض.
آثار سلبية إلى ذلك، أكدت الشؤون الصحية في القصيم من خلال مركزها الإعلامي، أن المياه الراكدة لها آثار سلبية على البيئة المحيطة بها، وذلك من خلال انتشار الروائح الكريهة والذباب والبعوض، إضافة إلى أن هذه المياه تشكل مأوى لبعض القوارض والحشرات ومرتعا خصبا لتكاثرها وبالتالي نقل الأمراض للسكان. وأكد الإعلامي عبدالرحمن الفراج، عضو المجلس البلدي السابق لمدينة بريدة، أن توجيه مياه الصرف الصحي إلى وادي الرمة كان قرارا صائبا، لأن له فوائد كثيرة من أهمها إحياء تلك الأودية والمصارف الطبيعية. وقال إن مدينة الرياض سبقتنا في توجيه مثل هذه المياه إلى وادي حنيفة، لكن الخطأ في توجيه مياه الصرف قبل معالجتها كاملة، والتي تعرف لدى المختصين بالمعالجة الثلاثية، لكي تكون صالحة لسقيا المزارع والحدائق، وهذا ما لم يتوفر في مياه الصرف الصحي التابعة لمحافظة عنيزة، حيث إنها لم تعالج ثلاثيا ومكشوفة مما يجعلها تحمل روائح كريهة وتجمعا للبعوض.