في إنجاز أمني جديد، كشفت وزارة الداخلية مساء أمس فصول الاعتداء الإرهابي الجبان، الذي استهدف المصلين في مسجد قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير، إذ تبين ضلوع رجل أمن خائن للأمانة، وامرأة في تسهيل مهمة الإرهابي الذي نفذ الجريمة، الهالك يوسف سليمان عبدالله السليمان، حيث أسفرت التحريات عن تورط الجندي في قوة الطوارئ الخاصة بعسير صلاح علي عايض آل دعير الشهراني، و11 آخرين، "جميعهم سعوديون"، في هذه الجريمة. وتمكنت الجهات الأمنية من القبض على اثنين منهم، واختفاء 9 آخرين عن الأنظار، تم الكشف عنهم، ونشر أسمائهم وصورهم للتعرف عليهم. ودعت وزارة الداخلية المواطنين والمقيمين إلى الإسراع بالإبلاغ عنهم حال مشاهدتهم. إنجاز جديد صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي بأنه إلحاقا لما سبق الإعلان عنه بتاريخ 23 / 10 / 1436، حول العمل الإرهابي الذي استهدف المصلين بمسجد قيادة قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير بتاريخ الخميس 21 / 10 / 1436، ونتج عنه استشهاد 11 من رجال الأمن، و4 من العاملين بالموقع من الجنسية البنجلاديشية، وإصابة 33 آخرين، فقد تمكنت الجهات الأمنية عبر تحقيقاتها المستمرة من التوصل- بتوفيق الله- إلى نتائج كشفت عن تفاصيل مراحل هذا العمل الإرهابي الجبان. بداية المخطط كشفت وزارة الداخلية ارتباط الانتحاري منفذ العملية يوسف السليمان "سعودي الجنسية"، بالمجموعة الإرهابية التي أُعلن يوم الأربعاء الموافق 3 / 12 / 1436 عن مداهمة وكرين تابعين لها، الأول يقع بحي المونسية بمدينة الرياض، والثاني بمحافظة ضرما، حيث وفروا له المأوى عند قدومه من منطقة الجوف إلى منطقة الرياض في شقة بحي الفلاح والمعلن عن مداهمتها بتاريخ الإثنين الموافق 15 / 12 / 1436، قبل أن ينقلوه إلى موقعهم الآخر بضرما، ليتدرب فيه على ارتداء واستخدام الحزام الناسف، وتسجيل وصيته بالصوت والصورة لبثها بعد العملية. نقل الإرهابي والحزام وأضاف التركي: بعد أن أتم تدريباته وسجل وصيته، تم نقله من منطقة الرياض إلى منطقة عسير بواسطة فهد فلاح الحربي "سعودي الجنسية" والمُعلن عن قبضه بتاريخ الإثنين الموافق 15 / 12 / 1436، لينضم هناك إلى خلية إرهابية يقودها شخص يدعى سعيد عائض آل دعير الشهراني "سعودي الجنسية"، بالإضافة إلى قيام فهد فلاح الحربي في وقت لاحق بنقل الحزام الناسف الذي تدرب عليه واستخدمه منفذ العملية على سيارته من الرياض إلى عسير، مصطحبا معه زوجته المواطنة عبير محمد عبدالله الحربي، مستغلا وضعها كامرأة في إخفاء الحزام الناسف عند موضع قدميها بالسيارة للتغطية على جريمته. خيانة رجل أمن وتابع: في اليوم الذي نُفذ فيه العمل الإرهابي ارتدى الانتحاري يوسف السليمان الحزام الناسف، وتوجه إلى مقر قوة الطوارئ بمنطقة عسير بمساعدة أحد عناصر الخلية الجندي بقوة الطوارئ الخاصة بعسير صلاح علي عايض آل دعير الشهراني، الذي تأثر بأفكار عمه المطلوب سعيد عايض سعيد آل دعير الشهراني، فسولت له نفسه خيانة الأمانة والغدر بزملائه بكل خسة ودناءة، منقادا في ذلك لإملاءات عمه الإجرامية، وتمكنه بادئ الأمر من التغطية على جريمته البشعة قبل أن يفضح الله أمره ويقبض عليه وعلى اثنين من المتورطين في هذا العمل الإرهابي الدنيء، وهما فؤاد محمد يحيى آل دهوي، وصالح فهد دخيل الدرعان "سعوديي الجنسية". فرار 9 إرهابيين أشار المتحدث الأمني إلى تواري 9 أشخاص جميعهم سعوديون على ارتباط بالخلية عن الأنظار وهم: سعيد عائض آل دعير الشهراني، طايع سالم يسلم الصيعري، عبدالعزيز أحمد محمد البكري الشهري، عبدالله زايد عبدالرحمن البكري الشهري، عقاب معجب فزعان العتيبي، ماجد زايد عبدالرحمن البكري الشهري، مبارك عبدالله فهاد الودعاني الدوسري، محمد سليمان رحيان الصقري العنزي "سبق الإعلان عنه كمطلوب أمني ضمن قائمة ال16 التي أعلن عنها بتاريخ 16 / 8 / 1436. 7 ملايين مكافآت أكد اللواء التركي أن وزارة الداخلية تحذر من أن التعامل مع هؤلاء المطلوبين، سيجعل من صاحبه عرضة للمحاسبة، ويعد هذا الإعلان فرصة سانحة لأولئك الذين استغلوا من قبل هؤلاء المطلوبين خلال الفترة الماضية في تقديم خدمات لهم بالتقدم للجهات الأمنية لإيضاح مواقفهم تفاديا لأية مساءلة نظامية قد يترتب عليها مسؤوليات جنائية وأمنية، وتوجيه الاتهام بالمشاركة في الأعمال الإرهابية، كما تدعو كل من تتوافر لديه معلومات عن أي منهم بالمسارعة في الإبلاغ عنهم على الرقم 990 أو أقرب جهة أمنية، علما بأنه تسري في حق من يبلغ عن أي منهم المكافآت المقررة بالأمر السامي الكريم رقم 8 / 46142 وتاريخ 26 / 9 / 1424، والذي يقضي بمنح مكافآت مالية مقدارها مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على أحد المطلوبين، وتزداد هذه المكافآت إلى خمسة ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب، وإلى سبعة ملايين في حال إحباط عملية إرهابية. أدوات استهلاكية قال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية في سياق إجابته عن سؤال ل"الوطن" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، حول ما إذا تمكنت الجهات الأمنية من استخلاص معلومات من المقبوض عليهم بعد عمليات مداهمة مصانع الأحزمة الناسفة، إن المقبوض عليهم أو المغرر بهم لتنفيذ العمليات الإرهابية "أدوات استهلاكية"، تستخدمهم المنظمات الإرهابية لتنفيذ أهدافها، ولا يتم إعلامهم بأكثر مما ينبغي لهم معرفته، مضيفا أنه تم ضبط ثلاثة مصانع للأحزمة الناسفة في الرياض، وجميع الأحزمة الناسفة فيها، لكن لا توجد معلومات تؤكد عدد الأحزمة الناسفة التي تم تصنيعها قبل الكشف عن تلك المصانع. مدعو السحر رفض اللواء التركي تحميل أهالي المطلوبين الذين يرتكبون جرائم إرهابية المسؤولية، مؤكدا أنه لم يثبت تورط أهالي المعتقلين في التستر على أبنائهم سوى في حالات فردية، مشيرا إلى أن القضاء هو من يتعامل مع من يدعون المس أو السحر خلال ارتكابهم للجرائم الإرهابية. وأشار إلى أن المملكة منذ بداية حربها ضد الإرهاب ابتداء من القاعدة ولغاية تنظيم "داعش"، وهي تحرص كل الحرص على عدم تعطيل مصالح المواطنين أو المقيمين، أو ضيوف الحرمين في الحج أو العمرة، وأنه رغم شراسة المواجهات مع التنظيمات الإرهابية لم تلجأ إلى فرض قانون "الطوارئ". استغلال النساء لفت التركي إلى استغلال المنظمات الإرهابية للنساء لتحقيق أهدافها، إذ استغلت القاعدة النساء من قبل، وكذالك فعلت "داعش"، وهو ما قام به فهد فلاح الحربي عندما استغل زوجته عبير الحربي في نقل الحزام الناسف الذي استخدمه منفذ عملية مسجد قوات الطوارئ. وأضاف أن الزوجة ليست حتما أنها تحمل نفس فكر زوجها، فقد تكون أجبرت على مساعدته أو أنها ساعدته عن جهل منها. ورفض وصف نزلاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة بالسجناء، مشددا على أنهم أنهوا فترة محكومياتهم، ويتم إلحاقهم بالمركز لاستدراك أمرهم، ولكي لإ يتم استدراجهم مجددا.