أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، أمس، أن 16 شخصا آخرين على الأقل، توفوا جوعا في بلدة مضايا المحاصرة من قوات النظام منذ سبعة شهور، منذ أن دخلتها قوافل المساعدات الإنسانية بعد منتصف الشهر الحالي. وتزامن إعلان هذه الحصيلة الجديدة مع تأكيد مسؤول في الهلال الأحمر، دخول فرق أمس، إلى مضايا وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في محافظة إدلب "شمال غرب" لتقييم الاحتياجات الإنسانية والطبية للسكان. ومع هذه الحصيلة الجديدة، يرتفع عدد الذين توفوا جوعا في مضايا منذ مطلع ديسمبر الماضي إلى 46 شخصا جراء الحصار، وفق المنظمة التي رجحت أن يكون العدد أكبر. ظروف سيئة وقدرت المنظمة في بيانها وجود 320 حالة سوء تغذية في البلدة، محذرة من أن 33 من بين هذه الحالات يعانون من سوء تغذية حاد، ما يضعهم تحت خطر الموت في حال لم يتلقوا العلاج السريع والفعال. يذكر أن مضايا تؤوي نحو 42 ألف شخص، بينهم 20 ألف طفل، وفق الأممالمتحدة، يعيشون ظروفا إنسانية صعبة في ظل ندرة المواد الغذائية والطبية جراء الحصار المحكم على البلدة. وأثار الوضع الإنساني في البلدة خصوصا بعد رصد حالات وفاة جراء الجوع وعشرات حالات سوء التغذية تنديدا دوليا على مستويات عدة. تعثر وصول المساعدات وقال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود بريس دو لافين إنه من غير المقبول أن يموت الناس من الجوع وأن تبقى الحالات الطبية الحرجة عالقة في البلدة رغم ضرورة نقلها لتلقي العلاج منذ أسابيع عدة، مؤكدا على وجود حاجة ماسة لتواجد طبي فوري ودائم ومستقل في مضايا، بحيث نتوقع أن يتدهور الوضع الطبي بسبب عدم توفير الرعاية الصحية للأشخاص العالقين". وشكلت مضايا مع الزبداني المجاورة في ريف دمشق والفوعة وكفريا المحاصرتين منذ الصيف الماضي، أربع مناطق تم التوصل فيها إلى اتفاق في سبتمبر الماضي بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة. وينص الاتفاق الذي تم برعاية الأممالمتحدة على وقف لإطلاق النار وإيصال المساعدات وإجلاء الجرحى والمقاتلين ويتم تنفيذه على مراحل. لكن رغم الاتفاق لا يزال دخول وكالات الأممالمتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة محدودا إلى المناطق الأربع التي دخلتها أربع قوافل مساعدات منذ أكتوبر الماضي.