فيما أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن إيران هي الراعي الأول للإرهاب والمنظمات والعناصر المتطرفة في المنطقة، شدد نظيره الأميركي جون كيري على أن الاتفاق النووي مع إيران يقتصر على التسليح النووي، مشيرا إلى أن بلاده ما زالت قلقة في مدى جدية إيران بشأن بعض النشاطات التي لا تزال تنتهجها، لا سيما تجارب الصواريخ الباليستية، فضلا عن دعمها الإرهاب عبر الجماعات التابعة لها، مثل ميليشيات حزب الله وغيرها بالمنطقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الرياض جمع الجبير وكيري، عقب الاجتماع المشترك الذي ضم الوزير الأميركي بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، وتناول الأزمة السورية، والتمرد الحوثي في اليمن على الشرعية، وتهديد إيران المنطقة من خلال دعمها وتمويلها العناصر المتطرفة. وقال كيري إن عدم اشتمال المحادثات بين واشنطنوطهران على ملف الأميركيين المحتجزين في إيران جاء نتيجة حرص بلاده على استبعاد هذا الملف، خشية أن يعوق تقدم المفاوضات النووية، عادا أن تلك الخطة نجحت، وستبدأ أميركا في مفاوضات قادمة بشأن ملف المحتجزين. وأكد قدرة الولاياتالمتحدة ودول الخليج على العمل معا من أجل معالجة الانتهاكات التي تمارسها إيران، مضيفا "حزب الله لديه 80 ألف صاروخ، جاءت من طهران، وكثير منها ذهب إلى دمشق، وهذه مخاوف نتشاركها جميعا، ومن بينها السلاح، وحقوق الإنسان، ورعاية الإرهاب من جانب إيران". وأكد كيري وقوف الولاياتالمتحدة إلى جانب السعودية والتحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، مؤكدا أن أي دولة تسعى إلى تدريب تنظيم داعش سيتم الرد عليها. وقال "العلاقة بين أميركا ودول مجلس التعاون الخليجي مبنية على أساس المصالح المشتركة والتعاون المتبادل، وليس هناك أي شك في وقوف أميركا إلى جانب دول الخليج ضد أي تهديد خارجي. ولدينا مذكرات تفاهم واتفاقات أمنية مكتوبة مع دول التعاون تؤكد رسوخ العلاقات الحالية"، مضيفا أنه من بين هذه الاتفاقات صفقات أسلحة وتعاونا عسكريا واستخباراتيا، وهناك أمور أخرى جديدة كنظام الدفاع الصاروخي". مبادرة و خطة واضحة أضاف وزير الخارجية الأميركي أن الاجتماع المشترك الخليجي الأميركي نتجت عنه خطة واضحة لكيفية المضي إلى الأمام، والخطوات الابتدائية فيما يخص المفاوضات مع سورية، مؤكدا وجود إمكان تبني مبادرة خلال اليومين القادمين، من خلال اجتماع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستيفان ديمستورا، بالأشخاص المعنيين، والتي ستمهد لاجتماع جنيف للبدء في وضع آلية لمحاولة تنفيذ إعلان جنيف، والمضي قدما لعملية تحول بموجب الأممالمتحدة، وكذلك إعلان فينا التي أعلنت عنها. وتابع أنه تم الاتفاق على أن الجولة الأولى للمحادثات ستنعقد في حينها لمجموعة دعم سورية، لدفع عملية السلام إلى الأمام التي من خلالها تظهر رغبة الآخرين في الالتزام بما قررته الأممالمتحدة بالبدء في التحول والمجلس الانتقالي، وكذلك وجود عملية انتقالية، مجددا التعبير عن قلق بلاده بشأن العنف في سورية، وخشيتها أن يتحول ذلك العنف إلى الدول المجاورة، مما يشكل خطرا على كافة سكان المنطقة، مشددا على أن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. ولفت كيري إلى الصور البشعة لمحاصري مضايا، مبينا أنه يعلم أن هناك حاجة ماسة للعناية الطبية، لا سيما في ظل استمرار نظام بشار الأسد في إلقاء القنابل التي تدمر المنازل والمستشفيات، وراح ضحيتها كثير من الأبرياء، واصفا القضية السورية بالمعقدة، وأنها أدت إلى انقسام المجتمع الدولي، تحديدا في بقاء نظام الأسد من عدمه، ومشددا على أن بوجوده لن ينتهي العنف بعدما بات الأسد مثل "المغناطيس" الذي يجتذب المتطرفين.