قال وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي، أمس، إن استعادة الاستقرار بسوق النفط العالمية سيستغرق "بعض الوقت"، لكنه أبدى تفاؤله بالمستقبل. وقال الوزير في كلمة ألقاها خلال مؤتمر في الرياض حضره الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، إن سوق النفط شهدت خلال تاريخها الطويل فترات من عدم الاستقرار والتقلبات الحادة للأسعار والدورات الاقتصادية النفطية. وأعرب النعيمي عن سعادته بلقاء الرئيس المكسيكي، والحديث عن الشأن البترولي وهو موضوع يهم البلدين الصديقين، والعالم أجمع. وأوضح في كلمة له في مقر الأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي بالرياض، أن السوق البترولية الدولية تمر بفترة عدم استقرار ملحوظ لأكثر من ال12 شهرا الماضية، وقد مرت السوق البترولية، خلال تاريخها الطويل، بفترات عدم استقرار، وتقلبات حادة في الأسعار، ودورات بترولية واقتصادية، وهذه إحداها، وعوامل السوق، وتعاون الدول المنتجة، يقود دائما إلى عودة الاستقرار، إلا أن تحقيق هذا يحتاج إلى بعض الوقت. معربا عن تفاؤله بالمستقبل، وبعودة الاستقرار للسوق البترولية الدولية، وتحسن الأسعار، وتعاون الدول المنتجة الرئيسة، مشيرا إلى أن دور المكسيك والمملكة في تحقيق هذا الهدف، له أهمية خاصة، في الماضي، والحاضر، والمستقبل. وأضاف أن الوقت الراهن أحد هذه الفترات وأن قوى السوق والتعاون بين الدول المنتجة دائما ما يؤديان إلى استعادة الاستقرار الذي قد يستغرق بعض الوقت. علاقات شراكة أكد الرئيس المكسيكي خلال لقائه والوفد المرافق له برجال الأعمال السعوديين في الرياض، عمق العلاقات التاريخية بين السعودية والمكسيك، منوها إلى أنه على الرغم من البعد الجغرافي بين البلدين، إلا أنهما حريصان على تنشيط وتفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية للاستفادة من الفرص والمميزات المتوافرة لدى الجانبين، خصوصا وأن الدولتين تتمتعان باقتصاد قوي. وأشار نييتو إلى رغبة بلاده في إقامة علاقات شراكة بين رجال الأعمال في البلدين، ودخول المنتجات المكسيكية للسوق السعودية كالقهوة والفاكهة والخضروات ذات الجودة العالية، لافتا إلى أن هناك فرصا استثمارية واعدة في المكسيك، خصوصا في قطاعات الطاقة والصناعة والسياحة والتجارة والبنية التحتية والخدمات والنقل، وهي القطاعات التي يمكن لها المساهمة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين. استقطاب السياح أوضح نييتو أن ما تتميز به المكسيك باعتبارها سوقا ناشئة مليئة بالفرص، وتمتاز بسمعة عالمية في مجال السياحة، مبديا رغبتهم في استقطاب السياح السعوديين حيث تعد المكسيك من الوجهات السياحية المرموقة في العالم. ووجه نييتو الدعوة إلى رجال الأعمال السعوديين إلى بحث فرص التعاون المشترك بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز من تواجد وتنافسية الشركات السعودية في الخارج نظرا للموقع الجغرافي للمكسيك حيث تعد نافذة لأميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا. واعتبر المملكة بوابة عبور إلى أسواق المنطقة، مؤكدا أنها قادرة على القيام بلعب الدور الرئيسي في تدفق الاستثمارات المكسيكية إلى أسواق المنطقة، موضحا أن السوق المكسيكية تعد مكانا ملائما ومجزيا للاستثمارات السعودية. الاقتصاد المكسيكي قال نييتو إن دولته تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية ويأتي اقتصادها في المرتبة ال15 على مستوى العالم، كما أن لديها 11 اتفاقية تجارية مع 64 بلدا في العالم، لافتا إلى ما يتميز به اقتصاد المكسيك من مميزات تساعد على جذب المستثمرين، واصفا اقتصاد بلاده بأنه قائم على التنوع ويعتمد على الصناعة، حيث تعد المصدر الأول للشاشات المسطحة والثلاجات والمبردات والسابعة في مجال تصدير السيارات. اتفاقية تعاون وجرى خلال اللقاء التوقيع على اتفاقية لإنشاء المجلس السعودي المكسيكي المشترك، بين مجلس الغرف التجارية السعودية ومجلس الأعمال المكسيكي للتجارة الخارجية والاستثمار والتكنولوجيا، بهدف العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون من خلال زيادة التبادل التجاري والاستثمار وتبادل المعلومات والتقارير المتعلقة بالشأن الاقتصادي وتشجيع إقامة المعارض وزيارة وفود رجال الأعمال.