أكد رئيس المكسيك إنريكي بينيا نييتو، عمق العلاقات التاريخية بين المملكة والمكسيك، منوهاً إلى أنهم -على رغم البعد الجغرافي بين البلدين- حريصون على تنشيط وتفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المملكة؛ للاستفادة من الفرص والمميزات المتوافرة لدى الجانبين، بخاصة أن الدولتين تتمتعان باقتصادين قويين. وأشار، لدى مخاطبته اللقاء الذي نظمه مجلس الغرف السعودية أمس (الأحد) خلال زيارته للمملكة بمشاركة وفد رفيع المستوى يضم وزراء ورجال أعمال مكسيكيين، إلى رغبة بلاده في إقامة علاقات شراكة بين رجال الأعمال في البلدين، ودخول المنتجات المكسيكية للسوق السعودية كالقهوة والفاكهة والخضروات ذات الجودة العالية، لافتاً إلى أن هناك فرصاً استثمارية واعدة في المكسيك، وخاصةً في قطاعات الطاقة والصناعة والسياحة والتجارة والبنية التحتية والخدمات والنقل، وهي القطاعات التي يمكن لها المساهمة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين. وأوضح ما تتميز به المكسيك باعتبارها سوقاً ناشئة مليئة بالفرص، وتمتاز بسمعة عالمية في مجال السياحة، مبدياً رغبتهم في استقطاب السياح السعوديين، حيث تعد المكسيك من الوجهات السياحية المرموقة في العالم. ووجه الدعوة إلى رجال الأعمال السعوديين إلى بحث فرص التعاون المشترك بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز من وجود وتنافسية الشركات السعودية في الخارج بسبب الموقع الجغرافي للمكسيك، حيث تعد نافذة لأميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا. فيما امتدح السوق السعودية معتبراً المملكة بوابة عبور إلى أسواق المنطقة، مؤكداً أنها قادرة على القيام بلعب دور رئيس في تدفق الاستثمارات المكسيكية إلى أسواق المنطقة. موضحاً أن السوق المكسيكية تعد مكاناً ملائماً ومجزياً للاستثمارات السعودية. وقال رئيس المكسيك أن بلاده تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، ويأتي اقتصادها في المرتبة ال15 على مستوى العالم، كما لديها 11 اتفاقاً تجارياً مع 64 بلداً في العالم، لافتاً إلى ما يتميز به اقتصادها من مميزات تساعد على جذب المستثمرين، واصفاً اقتصاد بلاده بأنه قائم على التنوع ويعتمد على الصناعة حيث تعد المصدر الأول للشاشات المسطحة والثلاجات والمبردات والسابعة في مجال تصدير السيارات. من جهته، أشار رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل إلى أن زيارة الرئيس المكسيكي للمملكة تتزامن مع احتفال المملكة بالذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم في البلاد حيث تشهد المملكة تطورات اقتصادية إيجابية وباتت تحظى بمكانة عالمية مرموقة وأصبحت وجهة للقادة والزعماء ورجال الأعمال من مختلف دول العالم. وقال الزامل إن العلاقات السعودية-المكسيكية والتي تمتد لأكثر من ستة عقود تتسم بالصداقة والتعاون المشترك، كما تعد المكسيك واحدة من أكثر بلدان أميركا الشمالية نمواً من الناحية الاقتصادية، لافتاً إلى وجود فرص للتعاون بين البلدين في العديد من القطاعات يمكن العمل عليها حتى تصبح المكسيك أحد الشركاء التجاريين والصناعيين للمملكة في الفترة المقبلة، منوهاً للواقع الحالي للتبادل التجاري حيث تشير الإحصاءات إلى أن التجارة بين البلدين يغلب عليها النفط، ولم يتعدَّ حجمها 1.9 بليون دولار حتى نهاية عام 2014، ويميل الميزان التجاري إلى المكسيك، إذ بلغت الصادرات السعودية إلى المكسيك في العام نفسه فقط 336 مليون دولار، تمثل أقل من 18 في المئة من حجم التجارة بين البلدين، ويمثل النفط أكثر من 95 في المئة من هذه الصادرات. وأضاف الزامل أن هذه الأرقام المتواضعة لا تعكس المكانة الاقتصادية للبلدين، ولا تعبر عن العلاقة الديبلوماسية والاقتصادية التاريخية المميزة، مشيراً إلى أن القطاع الخاص في المملكة والمكسيك يعول كثيراً على إنشاء مجلس أعمال سعودي مكسيكي ليدفع العلاقات نحو المزيد من التطور والنمو، ودعا إلى تفعيل الاتفاقات الموقعة بين البلدين، وبحث الفرص الاستثمارية في المجالات المختلفة، ومناقشة المعوقات التي تواجه الطرفين، ولاسيما مشكلات النقل المباشرة بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، وتشجيع قيام شراكات متوازنة ومثمرة بين رجال الأعمال في البلدين. وإزالة الحواجز كافة. وجرى خلال اللقاء التوقيع على اتفاق تعاون بين مجلس الغرف السعودية ومجلس الأعمال المكسيكي للتجارة الخارجية والاستثمار والتكنولوجيا والتي تهدف إلى العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون من خلال زيادة التبادل التجاري والاستثمار وتبادل المعلومات والتقارير المتعلقة بالشأن الاقتصادي وتشجيع إقامة المعارض وزيارة وفود رجال الأعمال.