قالت مصادر فرنسية مقربة من التحقيق في مقتل إرهابي هاجم أحد أقسام الشرطة في باريس الخميس الماضي، إن مقربين منه تعرفوا عليه، وتبين أنه تونسي يدعى طارق بلقاسم، وأنه بعد فحص بصمات الرجل تم التأكد من أنه مطلوب لدى أجهزة الأمن. وأوضحت المصادر أن بلقاسم الذي اخترق العوائق الموضوعة أمام قسم الشرطة وهو يحمل "ساطورا"، قبل أن يرديه عناصر الشرطة، سبق اتهامه عام 2013، في قضية سرقة ببلدة سانت ماكسيم جنوب شرق فرنسا، وأعلن للشرطة في ذلك الوقت أنه مشرد دون عنوان ثابت، وأن اسمه صلاح علي، من مواليد المغرب عام 1995 وهي المعلومات التي ثبت عدم صحتها. وكان مصدر قريب من التحقيق الذي عهد به إلى شعبة مكافحة الإرهاب، أشار في وقت سابق إلى أن منفذ الهجوم برر عمله بالانتقام من الهجمات في سورية. يأتي ذلك فيما أكدت تقارير أن الهجوم الذي تعرض له قسم الشرطة في العاصمة الفرنسية، بعد مرور عام على الاعتداء الدامي الذي وقع بصحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، وبعد نحو شهرين من هجمات باريس، يبعث على القلق، في ظل تآكل تنظيم داعش بسورية والعراق، بسبب الضربات المتلاحقة للتحالف الدولي، خصوصا على الموارد النفطية لللتنظيم، مشيرة إلى أن تداعيات تآكل التنظيم، ستستمر بشكل متزايد في مناطق أخرى، في إشارة إلى إمكان نقل عمليات داعش الإرهابية إلى الدول الغربية. الدور السلبي لروسيا وقالت التقارير إن التنظيم سيصبح بشكل أقرب إلى عصابات ألمافيا، بعد أن خسر مساحات واسعة من أماكن وجوده، مشيرة إلى أن أيا من الأسباب التي أدت إلى تفشي داعش في المنطقة، لم تعالج الإحباط السياسي الذي يشعر به العراقيون والسوريون، ولم تضع حلولا للطائفية المتفشية، المدعومة من القوى المتطرفة في دمشق وبغداد وإيران، وهو ما سمح للتطرف بالخروج إلى النور من جديد، باسم تنظيم داعش. وأشارت التقارير إلى أن التدخل العسكري لروسيا في سورية، التي تركز على مهاجمة المعارضة المعتدلة، أكثر مما تقاتل تنظيم داعش، يعزز شعور السوريين بتخلي العالم عنهم، مما يزيد من جاذبية داعش، مرجحة أن التفكيك البطيء للتنظيم سيدفعه لزيادة أنشطته الإرهابية، وتنشيط خلاياه في الخارج. تصدير الصراع أكدت التقارير أن استراتيجية تصدير الصراع إلى الخارج ستكون مرحلة تنظيم داعش المقبلة، مشيرة إلى أنها بدأت بالفعل عبر هجمات فرنسا والهجوم على الطائرة الروسية في سيناء، كذلك يمكن للمنظمة الإرهابية أن تحاول الانسحاب إلى منطقة سرت في ليبيا، حيث وصل بعض قادتها أخيرا، عن طريق البحر. وأوضحت أن عام 2016 ربما يشهد إعطاء تنظيم داعش الأولوية للإرهاب العالمي. وأضافت التقارير أن عدم وجود أفق لزعيم داعش أبو البغدادي، يمكن أن يؤدي إلى اتباع داعش لنموذج أكثر تقليدية، على غرار تنظيم القاعدة.