رغم إنجازها الأمني في الإطاحة بالإرهابيين شريف وسعيد كواشي منفذي الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، إلا أن الداخلية الفرنسية أعلنت أنها ستبقي حال الإنذار على أعلى مستوياتها. ووسط احتشاد نحو مليون متظاهر اليوم في التجمع الرامي إلى التأكيد على الحرية والديموقراطية في مواجهة الإرهاب بحضور عدد من كبار قادة العالم، هدد المسؤول الشرعي في تنظيم قاعدة جزيرة العرب حارث النظاري، فرنسا بهجمات جديدة في شريط فيديو بثته مواقع متشددة. إلى ذلك، دعت الولاياتالمتحدة رعاياها إلى توخي الحذر بعد اعتداءات فرنسا، وجاء في مذكرة للخارجية الأميركية تغطي كل العالم أن "الوزارة مازالت قلقة من التهديدات المتواصلة للقيام باعتداءات إرهابية ومظاهرات وأعمال عنف أخرى ضد رعايا ومصالح أميركا في الخارج، والمعلومات الحالية تشير إلى أن "داعش" والمنظمات التابعة له ومجموعات إرهابية أخرى تخطط لهجمات إرهابية ضد مصالح أميركية". لم تكتف وزارة الداخلية الفرنسية بمقتل الإرهابيين شريف وسعيد كواشي منفذي الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية، ومحتجز رهائن في متجر يهودي في باريس أول من أمس، إذ أعلنت الوزارة أمس أنها ستبقي حالة الإنذار على أعلى مستوى في خطة مكافحة الارهاب، وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إنه تم "اتخاذ كل التدابير لضمان أمن" التظاهرة المقررة اليوم في فرنسا التي سيتصدرها الرئيس فرنسوا هولاند وعدد من القادة الأجانب.وقال كازنوف في ختام اجتماع أزمة في قصر الإليزيه إنه "تم اتخاذ كل التدابير حتى تجري هذه التظاهرة في الخشوع والاحترام والأمن" مع توقع مشاركة أكثر من مليون شخص في التجمع الرامي إلى التأكيد على الحرية والديموقراطية في مواجهة الإرهاب.يأتي ذلك في وقت أكدت فيه دوائر سياسية، على مشاركة كبار القادة الأوروبيين في مظاهرة اليوم بباريس تضامنا مع فرنسا ضد الإرهاب، إذ أعلن رئيسا الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإسباني ماريانو راخوي مشاركتهما في مسيرة "جمهورية" ستضم مئات آلاف الفرنسييين المصممين على إثبات وحدة البلاد. وسيشارك أيضا في هذه المسيرة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس أوكرانيا بترو بوروشنكو، ورئيس مجلس أوروبا دونالد توسك، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، ورؤساء حكومات السويد والنروج والبرتغال والدنمارك وبلجيكا وهولندا ومالطا وفنلندا ولوكسمبورج تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لجميع الفرنسيين بالتظاهر بهدف إظهار وحدتهم الوطنية ضد التطرف وضد كل من يرتكب أعمالاً إرهابية. فيما تعكس المسيرة الجماهيرية في باريس التي يتقدمها القادة الأوروبيون، إشارة قوية لتوحيد الصف الأوروبي التي قد تعقبها خطوات عملية وإجراءات مشددة على الساحة الداخلية لمنع تكرار الهجمات الإرهابية. وكانت فرنسا عاشت أول من أمس، أحداثا أمنية بالغة الصعوبة تمثلت بقيام منفذا عملية الهجوم على الصحيفة الشقيقان كواشي باحتجاز رجل في مطبعة، كما قام رجل على صلة بهما يدعى أحمد كوليبالي سبق له قتل شرطية وجرح عامل بلدية، باحتجاز عدد من الرهائن في مخزن" سوبر ماركت" تابع لتاجر يهودي، غير أن قوات الأمن الفرنسية بمساعدة طائرات هليكوبتر تمكنت من اقتحام الموقعين وقتل الشقيقين كواشي والعنصر الثالث "كوليبالي" بينما تمكنت شريكة رابعة تدعى "حياة بومدين" من الهرب إلى تركيا، وفي حين خرج محتجز المطبعة سالما، إلا أن تقارير أكدت مقتل أربعة رهائن وإصابة أربعة قبل الإفراج عن آخرين ممن احتجزوا في متجر اليهودي. وفي وقت أعلن فيه مصدر في الشرطة أن رجلا مسلحا احتجز أول من أمس، موظفتين في محل لبيع المجوهرات في مونبيلييه بجنوب فرنسا، استسلم ليلا للشرطة والرهينتين بخير، أقر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أول من أمس، بأن سقوط 17 قتيلا في فرنسا خلال ثلاثة أيام يؤكد وجود "أخطاء" في الاستعدادات لمراقبة الأشخاص الذين يشتبه في احتمال ارتكابهم اعتداءات. بينما اعتبر مركز سيمون ويزنتال المعني بالشؤون السياسية أن هجمات المسلحين ضد صحيفة شارلي إيبدو ومتجر في باريس تعد "كارثة" بالنسبة إلى أجهزة المخابرات الفرنسية وتسلط الضوء على فشلها، وقال المركز إنه "يتوجب على السلطات الفرنسية بوضوح أن تفعل المزيد لمعرفة من يدخل إلى البلاد"، مشيرا إلى أن الكثير من المتشددين يتدربون في الخارج خصوصا في سورية والعراق واليمن. وكان تنظيم القاعدة في اليمن الهجوم تبنى الهجوم الذي نفذه الشقيقان كواشي الأربعاء الماضي على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية وقتلا فيه 12 شخصا. وهدد المسؤول الشرعي في تنظيم قاعدة جزيرة العرب حارث النظاري، فرنسا بهجمات جديدة في شريط فيديو بثته أول من أمس مواقع متشددة، بعد الاعتداء على الصحيفة. إلى ذلك، دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، بشدة حادث الاعتداء الإرهابي على مقر صحيفة "شارلي أيبدو" الفرنسية في باريس، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين الأبرياء، ووصفه بأنه عمل إرهابي جبان يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية. وعبر الأمين العام عن إدانة دول مجلس التعاون لهذا الاعتداء الإجرامي الآثم، ودعمها للحكومة الفرنسية في كل ما تتخذه من إجراءات للقبض على الجناة ومكافحة العناصر الإرهابية، معرباً عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا وللحكومة والشعب الفرنسي، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.من ناحية ثانية، اتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وأكد له "تضامن الشعب الفلسطيني مع فرنسا ضد العملية الإرهابية" التي استهدفت جريدة شارلي إيبدو الأسبوعية. كما وصف رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب الحادث الأخير الذي وقع في العاصمة الفرنسية "باريس" بالإرهابي، مؤكداً أهمية تضافر الجهود الدولية كافة لدحر الإرهاب والقضاء عليه. وقال محلب خلال لقائه سفير دولة الكويت بالقاهرة سالم غصاب الزمانان أمس "إن الإرهاب أصبح صناعة وتجارة عابرة للحدود، ولم تعد هناك دولة بالعالم في مأمن منه".