لم أنته من قرأة مقالتي يوم الأحد قبل الماضي بعنوان شوارع بأسماء مجهولة إلا وقد استلمت رسالة هاتفية من طرف سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، والذي برغم تواجده خارج الوطن إلا أنه كان متابعاً لكل ما يكتب في الصحف السعودية عن مواضيع ترتبط بالأعمال البلدية وأمانات البلديات، وهو تجاوب سريع ومتميز لا يصدر إلا من مسئوولين قلائل واثقين بأدائهم لأعمالهم، وتجاوباً مع بعض من الآراء التي طرحتها أوضح سموه أن أمانة مدينة الرياض حريصة كل الحرص على التفاعل مع كل طرح إيجابي يخدم المصلحة العامة ومن خلال الحوار مع مدير عام تسمية الشوارع في أمانة العاصمة الرياض اتضح لي أن بعض إقتراحاتي قد سبق تنفيذها من أمانة منطقة الرياض وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة برصد وجمع أسماء الشوارع ونشرها وتعريف بسيرة الذاتية لكل اسم شارع ووضع آلية في تسمية الشوارع وخلال أربع وعشرين ساعة استلمت بالبريد العاجل مجلدا ضخما سُمي "بمعجم أسماء شوارع مدينة الرياض" وسجلت فيه مقدمة مختصرة يقول فيها أمين مدينة الرياض: " يتزايد دور وأهمية تسمية الأحياء والشوارع وترقيم المباني مع توسع المدن نظراً للإعتماد عليها في تحديد المواقع وتيسير التعرف والوصول " ومدينة الرياض التي أصبحت الآن إحدى العواصم الكبرى شهدت تطوراً مذهلاً بمعدلات قياسية منذ بداية النصف الثاني من هذا القرن حيث تطورت المساحة الكلية لمدينة الرياض من (8.5) ثمانية ونصف كيلو متر مربع إلى (1800) كيلو متر مربع، كما أزداد عدد السكان من حوالي (80.000) ثمانين ألف في السبعينات الهجرية إلى ما يزيد عن (4.137.000) اربعة ملايين ومائة وسبعة وثلاثين ألف نسمة في الوقت الحاضر حسب تعداد عام 1425ه. وقد واكب هذا النشاط العمراني الواسع حدوث تغييرات كبيرة في المناطق القديمة داخل المدينة في مخططات الأراضي واستعمالاتها، إذ بلغ عدد أحيائها (166) مائة وستة وستين حياً وشوارعها حوالي (34.000) أربعة وثلاثين ألف شارع ومساكنها تزيد على (725.000) سبعمائة وخمسة وعشرين ألف مسكن وترتب على ذلك أن أصبحت المدينة بتكوينها العمراني بحاجة إلى التعريف الواضح الدقيق لاحيائها وشوارعها وابنيتها وفقاً للأساليب العلمية الحديثة فقامت أمانة منطقة الرياض بتنفيذ مشروع التسمية وأعتمده مجلس الوزراء الموقر نظاماً يُعمم تطبيقه على بقية المدن بالمملكة، وأنجزت مرحلتين من المشروع جرى خلالها تسمية أكثر من (26.400) ستة وعشرين ألف وأربعمائة شارع وترقيم (420.000) أربعمائة وعشرين ألف عقار موزعة على (166) مائة وستة وستين حياً. وقد حظي هذا المشروع باهتمام خاص وتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض وسمو نائبه (حفظهما الله) ولا يزال. واختيرت الأسماء بناءاً على ترشيح لجنة علمية متخصصة وتتكون مصادر التسميات في هذا المشروع من أسماء المجموعات الآتية الصحابة والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين والتابعين، وقادة العرب والمسلمين خلال التاريخ الإسلامي والائمة والملوك والأمراء المشهورين من الأسرة المالكة، والأئمة والفقهاء والمحدثين والعلماء والشعراء والأدباء منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي والمدن والقرى السعودية والعربية والإسلامية، والأودية والأنهار والجبال في المملكة والبلاد العربية والإسلامية . ويعتذر الأمير أمين منطقة الرياض عن الأخطاء والقصور التي قد تكون سجلت في معجم اسماء شوارع مدينة الرياض . وانا بدوري أشكره أولاً على سرعة تجاوبة في التعليق والتوضيح وأثمن جهد أمانة منطقة الرياض وهو عمل متميز اتمنى على بقية مدن المملكة أن تقتدي به واامل ان يضم إلى قائمة مصادر التسميات الأسماء التي طرحتها في مقالتي السابقة وهي اسماء المتميزين والمتميزات من ابناء الوطن الذين أخلصوا لوطنهم سواءاً كانوا في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص أو من الأهلي، فالوطن مليئ بالرجال الذين أخلصوا له منذ تاسيس الدولة حتى تاريخه . إن فتح الباب لكل منطقة ومدينة وقرية لترشيح أبنائها المتميزين هو مطلب عادل ولا أرى أن في تقيد أمانات المدن بتسميات محددة مسبقاً توجهاً يخدم مبدأ التسميات، ولا مانع من الإقتباس والتكرار ولكن بما لا يتعارض مع هدف تخليد أسماء المتميزين في أوطانهم وفي حياتهم . إن تجربة أمانة منطقة الرياض جديرة بالإقتباس، ومن يرغب الإطلاع على هذا العمل المتميز في معجم اسماء وشوارع مدينة الرياض عليه الرجوع إلى فهرست مكتبة الملك فهد الوطنية أمانة منطقة الرياض معجم أسماء شوارع مدينة الرياض الرياض 1427 863 ص رقم الإيداع 1955/1427، 8 6 9653 9960 . أخيراً ياترى هل تستطيع أمانات بعض من المدن من كتابة السيرة الذاتية لبعض الاسماء المجهولة، وهل سيتم إختيار الأشخاص حسب سيرهم الذاتية أم أهواء لجان التسمية. وهل بالإمكان تصحيح ما بني على خطأ أم عفى الله عما سبق.