ناقشت الكاتبة المغربية فاطمة مرنيسي بروايتها "نساء على أجنحة الحلم" سيكولوجية العائلة المغربية بعد الحرب العالمية الثانية تحت سلطة الاستعمارين الإسباني شمالا والفرنسي جنوبا. لم يكن النقاش متراميا الأطراف إلا أنها فصلت في روايتها جانبين أسياسيين، الأول: ما هو حول الوضع النسوي هناك، وذلك اشتمل على فينومينولوجية المغرب والذي تضررت منه المرأة المغربية آن ذاك، إضافة إلى الانغلاق والتجهيل، أما الجزء الآخر من حديث الكاتبة فكان حول آثار الاستعمار السياسية والثقافية على المغاربة، ومنه عن وضع اليهود وغيرهم من الأقليات في المغرب، وفي ذلك تفوق عليها إدوارد سعيد وأنتنيو جرامشي صاحب مبدأ الهيمنة الثقافية أو الزعامة الثقافية وغيرهما من المختصين بالعلوم الثقافية والشرقية؛ ولذا فإن ما هو أكثر استحقاقا للدراسة في هذه الرواية هو تفصيلها لوضع الأسرة المغربية والمرأة المغربية مع الاستعمار، وفي هذا اعتبرها كثير من الروائيين الفرنسيين، لأن روايتها نشرت بالفرنسية قبل أن تترجم للعربية، متفوقة بل واستثنائية في تمثيلها المرأة العربية والمغربية كقوية ومكافحة، مما ميز كتاباتها عن التنميط المتكرر للمرأة الشرقية كضعيفة ومستسلمة ومنقادة. لقد "تغلبت مرنيسي على التناص التقليدي" كما قالت عنها الصحافة الفرنسية بعد نشرها هذا العمل في 1998. هذه الرواية دليل لكل الدارسين أو المهتمين بالثقافة المغربية والعائلة المغربية، رغم أنها تبدو عند القراءة الأولى مجرد ذكريات للكاتبة، سيما أن البطلة تحمل اسم المؤلفة نفسه، أما المدن التي تجري فيها أحداث القصة فهي عرباوة ثم فاس، وكلاهما قد ترعرعت فيهما الكاتبة إلا أن سرديتها قد أضافت لها شخصيات رمزية خيالية، مما جعل مقصدها المعنوي أكثر شمولا، ولكن بعيدا عن المكانيات فإن قضية المرأة نوقشت بحرفية عالية وجرأة واضحة، وما أضاف لها قيمة مختلفة لدى القراء الأوروبيين هو أن كاتبتها عربية، أي أنها تكتب عن موروثها وحياتها، ولم تستشرق من الغرب بكل تكلف لتؤدي دورها السياسي والثقافي الوظيفي، كما فعل معظم المستشرقين والمستشرقات بذلك العصر. يذكر أن العائلة المغربية تمسكت بكينونة العائلة الواحدة رغم الاستعمار، إلا أنها تأثرت من نواحٍ أخرى مثل اللغة والاقتصاد.