إلى جانب ما يثار حول دور فن "الشيلات" الشعبية من إذكاء التعصب والنعرات القبلية، يرى بعض الشعراء أن السبب في شهرة وانتشار هذا الفن الصوتي، هو ضعف المستوى الفني للشعر الغنائي في الوقت الحاضر. لكن بعض شعراء "الشيلات" يؤكدون أنه مجرد فن، له وجهان إيجابي وسلبي، فقد يوجه إلى تعزيز القيم في المجتمع، وقد يكون له طريق آخر يثير النعرات غير المقبولة. اللافت أن موقع "اليوتيوب" يحفل بملايين المشاهدات لهذه الشيلات، وآلاف المتابعين لحسابات تهتم بنشرها على "تويتر". صبر الجمهور نفد الشاعر سعيد بن مانع، الذي وصلت مشاهدات شيلته "واكبدي" إلى 15 مليون مشاهدة على موقع "اليوتيوب"، يرى بأن هبوط المستوى الفني للشعر الغنائي كان سببا في توجه الجمهور إلى فن "الشيلة". وأضاف "الجمهور صبر بما فيه الكفاية، ثم انفجر واعتزل سماع الشعر الغنائي وكان الخيار الآخر المتوافر هو الشيلات حيث إن غالبية الشيلات مليئة بالشعر". وردا على من يقول إن فن الشيلات يفسد الذائقة، قال مانع: لا ننكر أن الشيلات بدأت بعشوائية، ولكنها انتهت بالاحترافية واستطاعت أن تخلق لها ثقافة مستقلة وهوية واضحة، فمن الإجحاف وصف فن متكامل بأنه يفسد الذائقة". ويوضح مانع بأن هناك فرقا بين الفخر والإقصاء حيث إن الأول مشروع لكن الثاني يرفض تماما. وأضاف: نحن نبقى مجتمع قبلي والفخر من أساسيات أي مجتمع قبلي أو أي مجتمع يقوم على مبدأ الجماعة، فإن نبذ العنصرية لا يعني ذلك أن ننسلخ من فخرنا بأنفسنا وهويتنا"، وأشار إلى أن هناك شيلات أسهمت في الحفاظ على الحس الوطني والحس القبلي الذي قام عليه الوطن قبل ذلك، مؤكدا تحفظه الشديد على بعض الشيلات والقصائد التي يتخللها إقصاء للآخرين".
أعمال احترافية يؤكد الشاعر عبدالرحمن المالكي الذي حققت إحدى الشيلات التي كتبها بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر مشاهدات تعدت 6ملايين أنه لا يمكننا الحكم بشكل مطلق على "الشيلات" بأنها تفسد الذوق، موضحا: هناك بعض الأعمال التي لا تخلو من الاحترافية على مستوى الكلمة واللحن والأداء، لكنه رمى بالكرة في ملعب المجتمع قائلا: الشيلات كأي فن نحن من نوجهه، فإذا أردنا أن نقحمها في أمور تختص بالتعصب القبلي فإنها مدعاة للتنافر، وإذا أردنا أن تكون ذات قيمة فنية وتعالج بعض قضايا المجتمع فدورها سيكون إيجابي، وأشار المالكي إلى أن المسؤولية تقع بنسبة أكبر على المنشدين لأن الكثير منهم قد يختار كلمات لأي شاعر دون الرجوع إليه، موضحا: ليس ذنبي مثلا أن يختار منشد نصا غزليا لي ويترك أحد النصوص الاجتماعية الهادفة عندما لا يستشيرني ولا يرجع إلي". أما الشاعر عبدالعزيز الأسمري فيرى أن "الشيلات" فنّ جميل وله جماهيره ويجب احترامه، ولكن قد تجد من لا يعجبه هذا الفن، ومن الصعب إدراك رضا جميع الناس،، وقال: الشيلات قد تسهم في زيادة التعصب عندما يهضم حق الغير في بعض القصائد والشعراء هم المسؤولون عن ذلك.