اقتحم فن «الشيلات» الساحة الشعبية خلال الأعوام القليلة الماضية، لكن عدداً من الشعراء والإعلاميين يرون أنه لم يوظف بطريقة صحيحة، كون معظم القصائد التي تلقى ب«الشيلات» تثير النعرات القبلية والطائفية، بينما يرى آخرون أنه أسهم في انتشار القصيدة النبطية. واتجه عدد من الشعراء إلى الاستنجاد بالمنشدين لإيصال قصائدهم إلى المتلقي، كون فن «الشيلات» مجاز شرعاً، وعليه إقبال من الغالبية العظمى من محبي الشعر، بيد أن هناك منشدين يستقبلون القصائد التي تتضمن عبارات عنصرية وقبلية، وبثها عبر القنوات الشعبية. وفن «الشيلات» فتح باباً جديداً في الساحة الشعبية، إذ إن المنشدين أصبحوا ينافسون الشعراء من ناحية الحضور الإعلامي والمالي، فلا يكلفهم الأمر سوى الذهاب إلى الأستوديو لتسجيل القصيدة بأصواتهم، ثم منحها إلى كاتبها أو المنتج لها، للعمل عليها وعرضها في موقع «يوتيوب» أو القنوات الشعبية. وتنشط سوق المنشدين خلال مهرجانات مزايين الإبل والمناسبات الوطنية، التي تكثر فيها القصائد، ويتحصل المنشدون على مبالغ مالية قد تصل إلى 50 ألف ريال، ولا تقل عن 5 آلاف ريال، الأمر الذي دفع عدداً من الشعراء إلى الإنشاد. يقول المنشد فهد مطر: «ليس من الضروري أن يكون المنشد شاعراً، لكنه إذا كان شاعراً فهذا أفضل. قد يكون المنشد المتذوق للشعر أفضل من المنشد الشاعر في اختيار أعماله»، لافتاً إلى أنه يختار القصيدة لا اسم كاتبها، «القصيدة هي التي تفرض الشاعر في ما يقدم إلا في نطاقات ضيقة لها أسبابها». ويصف الشاعر والإعلامي عواض شاهر فن «الشيلات» ب«البوق» القبلي بقوله: «تكاثر الشيلات في «يوتيوب» أصبح مملاً، وليس هذا وحسب، وإنما أصبحت بوقاً قبائلياً يغرق نفسه في المديح القبلي وتعظيم شيوخ القبائل». ويؤكد رئيس تحرير صحيفة «شاعر» الإلكترونية ضيف الله الغنامي أن فن «الشيلات» أسهم في انتشار عدد من القصائد، إذ إن مبيعات أشرطة المنشدين تشهد ارتفاعاً كبيراً. ويضيف: «الساحة الشعبية اختلفت عنها في السابق، فالمتلقي أصبح لا يحب قراءة القصائد، فتجده يبحث عن الشعر في موقع «يوتيوب»، كون الاستماع أسهل في إيصال القصيدة وشاعرها»، مشيراً إلى أن «الشيلات» انتشرت بشكل كبير في الساحة، لأنها ذات مردود مالي وإعلامي للمنشد والشاعر في الوقت نفسه. وشهدت الساحة الشعبية تحولات عدة، إذ بدأت بظهور القصائد عبر الصحف والمجلات، وانتقلت إلى الدواوين المقروءة والمكتوبة، ومن ثم تصوير القصائد تلفزيونياً، والآن دخل فن الإنشاد في الشعر.