ما الذي ستتمكن المرأة من فعله وعجز الرجل عنه؟ سؤال وجيه وجه إليّ من أحد متابعيّ على تويتر أثناء قيامي بالترويج لحملتي الانتخابية التي لم تستمر سوى يومين بسبب التعقيدات المفروضة على المرشحين من البلدية والتي لم أعرف حتى الآن إن كانت مقصودة أم لا؟ هذا السؤال جعلني فعلا أفكر بأهمية وجود المرأة في البلدية، وليس فقط كعضوة مجلس، بل كموظفة دائمة ذات قرار. فما الذي فعله الرجل وتعجز المرأة ذات الحجاب عن فعله؟ في نجران كما في عدة مناطق في المملكة حاول الكثيرون إبعاد المرأة عن المجلس البلدي كما حاولوا إبعادها عن الكثير من الأعمال ذات القرارات المهمة، إما عبر تهميش دورها أو عبر إعطائها مسميات وظيفية دون صلاحيات نافذة فيما يسمى بالصورية الوظيفية. وهذا التهميش أثر في وجهة نظر النساء في المجتمع إلى درجة جعلتهن هن أنفسهن يفقدن ثقتهن بالمرأة، فهل سيأتي يوم تنتفي فيه هذه النظرة؟ وهل المرأة فعلا صورة ثلاثية الأبعاد؟ هيمنة الرجال بدت جلية في عدة مناطق حتى في المدن المعروفة بالانفتاح الثقافي. وتدخل بعض الدعاة فأفتوا ونشروا الفتاوى التي تحث على عدم ترشيح المرأة، ووضعوا العوائق أمامها، وأزالوا الملصقات الخاصة بالحملات الانتخابية من الشوارع، فهل تستحق الصورة الثلاثية الأبعاد كل هذه المحاولات لإبعادها عن الكرسي؟ وهل يستحق هذا الكرسي في المجلس البلدي الذي يصفه الكثيرون بالعقيم هذه المنافسة التي اتصفت بعدم النزاهة لدى البعض للحصول عليه؟ لابد أنه كذلك ومن الجميل والاستثنائي أنه وبالرغم من كل العقبات تمكنت بعض المرشحات من الظفر بالكرسي في أول محاوله انتخابية لهن. وعلى الرغم من أنهن ينافسن الرجال إلا أنهن تمكن من الفوز في مجتمع ذكوري بحت. وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على تنوع فكري في المجتمع بين مرحب بتمكين المرأة ومعارض له، وهذا التنوع يبشر بأن المرأة قادمة وبشدة، وبأن الدورات القادمة ستشهد تغييرا جذريا في عدد الفائزات. وأنها ستستطيع أن تفعل ما لم يستطع الرجل فعله، فقد تمكنت ابتداء من الوصول إلى الكرسي.