كشفت مؤسسات متخصصة في مكافحة الهجمات الإلكترونية، عن توقعاتها لعام 2016، حيث أجمعت على تنامي الاختراقات الكبيرة، وزيادة ضراوة الإرهاب الإلكتروني. وتوقعت شركة "فاير آي" المتخصصة في أمن المعلومات في تقرير حصلت "الوطن" على نسخة منه، ازدياد الهجمات التقنية من العصابات الإلكترونية المحترفة أو الهواة في 2016، مرجعة ذلك إلى الخلل الذي يسود قطاع الأمن، حيث معدل الخسائر المرتبطة بتعطل الأعمال من أعلى المعدلات. زيادة المخاوف قال المسؤول في "فايرآي" راي كافيتي، إن "إثارة المخاوف ترجع أيضا إلى زيادة الهجمات على البنية التحتية، إذ تستثمر الصناعات الثقيلة مثل قطاع الطاقة في التكنولوجيات الجديدة لتحويل أنظمة الإنتاج إلى أنظمة آلية، وبالتالي احتمالات شن الهجمات عليها مرتفعة جدا". وأوضح التقرير أن "التحول إلى خدمة الشبكة اللاسلكية WiFi على نطاق واسع سيؤدي إلى زيادة احتمالات شن الهجمات، وربما يفتح الأبواب لمزيد من أعمال الإرهاب الإلكتروني التي تستهدف البنى التحتية الخاصة بالمواقع المهمة". ولضمان التصدي لجميع التهديدات طالب المسؤولين بالقيام بمعالجة وسائل الأمن المتعلقة بأنظمة التحكم الصناعية "ICS" عند مراجعة مستويات المخاطر المحتملة، والبدء كذلك بتخصيص ميزانيات أكبر للحماية.
التركيز على الوقاية أكد التقرير أنه "يجب على المؤسسات بصفة عامة أن تقوم بالتركيز على الوقاية في العام المقبل، والتعاون لتحقيق الاستجابة السريعة في مواجهة التحديات الإلكترونية، وإصدار منتجات يمكنها منع الهجمات، والحماية منها بدلا من مجرد التحذير عند وقوعها، بحيث تتمكن من تطوير وسائل يمكنها كشف الهجمات بسرعة، والتعامل معها ووقفها". تطبيقات مستهدفة الشركة المتخصصة "ف 5 نتوركس" تؤكد أن قراصنة الإنترنت سيحولون انتباههم في العام المقبل إلى نقاط الضعف المرتبطة بتطبيقات الدفع عبر الهواتف المحمولة، والتي انتشرت بوتيرة متسارعة في كافة أنحاء العالم. ودعت الشركة في تقريرها التحليلي مصممي تطبيقات الدفع عبر الهواتف المحمولة -بدءا من المؤسسات المالية ووصولا إلى الشركات المستقلة- إلى اعتماد سلسلة حلول أمنية انسيابية ومرنة ومبسطة بإمكانها تفادي الهجمات التي لا مفر منها.
المهمة الصعبة ذكر التقرير أن "تغيّر الأساليب المتبعة من قبل البرمجيات الخبيثة سيصعب مهمة ملاحقتها، لذا ستعاني الشركات في 2016 صعوبة كبيرة في مواكبة حركة التطور السريعة والمتواصلة للتهديدات". وتوقع أن "تتحول مداولات أمن تقنية "إنترنت الأشياء" من مجرد قلق يدور حول هجمات الحرمان من الخدمة DDos إلى مخاوف حقيقية، وذلك تزامنا مع موجة دمج تقنية إنترنت الأشياء ضمن الأجهزة والتطبيقات، مشيرة إلى تنامي احتمال ظهور نقاط الضعف في مراكز البيانات بشكل مضاعف".
انتشار التشفير سيشهد العام المقبل -وفقا للتقرير- انتشار تقنية "التشفير" لتصبح معيارا ثابتا، ولكن في خضم التحول سيصبح الأمر أكثر صعوبة على فرق الرقابة الأمنية تشخيص وتتبع مسارات فقد البيانات. وأوضح التقرير أن "عام 2016 سيشهد صعود تيار جديد يتمثل في ولادة شراكات تجمع بين شركات توريد الحلول الأمنية التقليدية، وشركات الربط الشبكي، وشركات توريد حلول السحابة، ففي عصرنا الراهن الذي يشهد سيطرة قطاع مراكز البيانات الهجينة وبيئات العمل المتنقلة لم يعد بإمكان الشركات بعد الآن الاعتماد على جدران الحماية التقليدية للشبكات من أجل الحفاظ على أمن بياناتها". كما توقع التقرير زيادة النفقات ذات الصلة بإنترنت الأشياء في خمس سنوات بنسبة 21,9% لتصل إلى مبلغ إجمالي قدره 10,18 مليارات دولار أميركي بحلول 2018.