أجمعت وسائل إعلام عالمية، أمس، أن روسيا تنتهك بشكل صارخ خطة السلام الأممية بشأن سورية، والتي صوتت لها وأجمع عليها أعضاء مجلس الأمن الدولي، مما يؤكد أن لا نية لدى موسكو لتغيير سياستها في سورية. وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أمس، أنه بعد 48 ساعة فقط من صدور قرار الأممالمتحدة الذي يطالب كل الأطراف بالتوقف فورا عن شن أي هجمات على المدنيين، نفذت المقاتلات الروسية ست غارات على الأقل على أهداف مدنية بعيدة عن أماكن وجود تنظيم داعش في محافظة إدلب شمال سورية، وقتلت عشرات الأشخاص. وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس للسفراء الممثلين لدولهم في مجلس الأمن وحدهم أن يشعروا بالقلق من هذا السلوك الروسي، بل أيضا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال فور خروجه من لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، إن بوتين تفهم الرفض الأميركي للغارات الروسية ضد أهداف سورية خارج سيطرة تنظيم داعش. مصير الأسد قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن التغافل عن مصير بشار الأسد في قرار مجلس الأمن، يرهن مستقبل المفاوضات ونجاح وقف إطلاق النار المنتظر في يناير المقبل. وأضافت الصحيفة أنه منذ 30 سبتمبر، والتدخل العسكري الروسي في سورية خلط الأوراق، وأن موسكو التي تتمسك بالأسد لم تستطع ست ساعات من المحادثات بين رئيسها فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأميركي، أن تثنيها عن موقفها والوصول إلى حل سياسي. وحسب الصحيفة، فإن ائتلاف المعارضة يرى أن "المأزق بشأن مصير الأسد" يجعل الاتفاق غير قابل للتنفيذ"، وأن المعارضين الذين يقبلون حلا وسطا سيرفضون السماح لبشار بالبقاء في السلطة"، وفي الوقت نفسه سيزيد الدعم الروسي للأسد من تمسكه بالسلطة. سقوط الأقنعة نقلت الصحيفة على لسان مسؤول فرنسي، أن ما حدث في مجلس الأمن الأسبوع الماضي، يمكن أن يكون نصرا جيدا في الشام. إذ قال "إذا كنا نريد القضاء على "داعش"، فنحن في حاجة إلى عملية تحول سياسي. قوتنا على الأرض هي الحاسمة وقريبا بما فيه الكفاية، ستسقط الأقنعة". وأكد المسؤول الفرنسي أن الروس سيجدون في المستقبل صعوبة لتوحيد سياستهم وإستراتيجيتهم العسكرية"، مضيفا أن الروس تدخلوا في سورية منذ ثلاثة أشهر دون أن يحققوا نجاحا عسكريا ملموسا، مشددا على أن المعارضة لن تلقي أسلحتها طالما بقي بشار، وهو ما يجعل تنظيم انتخابات بسورية، حسب طموحات المجتمع الدولي، مسألة بعيدة المنال، على الأقل في الوقت الحالي.