قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس إن بشار الأسد أبلغه أنه مستعد للحوار مع بعض جماعات المعارضة المسلحة إذا كانت ملتزمة حقا بالحوار ومكافحة تنظيم داعش. واضاف قوله «سألته: كيف سيكون رأيك لو وجدت الآن في سوريا معارضة مسلحة لكنها مع ذلك مستعدة حقا لمعارضة ومقاومة الإرهابيين وداعش؟ كيف سيكون رأيك لو كان لك أن تساند جهودهم في قتال داعش بنفس الطريقة التي نساند بها (الجيش السوري).»وقال بوتين عن الأسد «رد بقوله: سأنظر إلى ذلك باستحسان.»وتابع الرئيس الروسي كلامه قائلا «إننا ندرس الآن هذا الأمر ونحاول إذا نجح الوصول إلى هذه الاتفاقات.» وقال بوتين أيضا إن السبب الرئيسي للصراع السوري ليس (التشدد الإسلامي) فحسب وإنما أيضا التوترات الداخلية وهو اعتراف بأن البعض على الأقل من الذين ثاروا على حكم الأسد كانت لهم مظالم مشروعة.وكان بوتين رفض دعوات دولية للأسد للتنحي. وأمس كرر بوتين رأيه القائل إن القيادة السورية لا يختارها إلا الشعب السوري لا القوى الخارجية وذلك من خلال انتخابات شفافة. في سياق متصل أكدت روسيا على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر سلّم موسكو خارطة تبيّن مواقع «داعش» في سورية وقالت زاخاروفا للصحفيين: «أستطيع أن أؤكد أن هذه المعلومات تتطابق مع الواقع،بحسب وكالة سبوتنيك». واضافت زاخاروفا: «بالفعل كان جيمي كارتر قد اقترح على الجانب الروسي إرسال الخرائط التي وضعها مركزه، والتي تشير إلى مواقع الأطراف المتنازعة في سورية، بما في ذلك مواقع القوات الحكومية و»داعش» وغيرها». وتابعت قائلة: «برأينا سيكون الأمر أكثر فاعلية لو أن من يملك معلومات في واشنطن أبدى مثل هذا النهج البنّاء». من جانبها قالت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني أمس الخميس إنه من الضروري إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في عملية الانتقال السياسي في سوريا.وقالت للصحفيين أثناء زيارة لبرلين «أرى أننا تعلمنا من دروس العراق أنه يجب أن نحرص على أن تكفل العمليات والتحولات السياسية سلامة كل مكونات المجتمع وإشراكها في العملية.»وأضافت قولها «وهذا ما نعكف على دراسته ومن ثم فإن الانتقال يجب يقينا أن يكون فيه الأسد وسيكون جزءا من مرحلة البداية.». في الشأن العراقي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس إن حكومة العراق لم تطلب من الجيش الروسي محاربة متشددي تنظيم داعش في الأراضي العراقية.وأضاف خلال منتدى بمدينة سوتشي الروسية إنه ليست لديه خطط لتوسيع نطاق الضربات الجوية الروسية الى خارج سوريا. إلى ذلك أظهر تحليل أجرته وكالة رويترز على بيانات مقدمة من وزارة الدفاع الروسية أن حوالى 80 بالمئة من الغارات الجوية الروسية في سوريا نفذت في مناطق لا يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي على عكس تأكيدات موسكو بأن هدفها هزيمة هذا التنظيم المتطرف. ووفقًا للتحليل فإن غالبية الغارات أصابت مناطق تسيطر عليها فصائل أخرى من معارضي الرئيس السوري بشار الأسد وبينها جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة ومقاتلون آخرون. وأظهرت بيانات وزارة الدفاع الروسية للأهداف التي ضربها سلاح الجو الروسي وأرشيف على الإنترنت للخرائط العسكرية الروسية أن روسيا ضربت 64 موقعًا محددًا منذ أمر رئيسها فلاديمير بوتين بشن أول موجة من الغارات في سوريا قبل ثلاثة أسابيع. وبين تلك الأهداف 15 لا أكثر تقع في مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي وفقًا لمسح لمواقع القوات المنافسة في سوريا أعده معهد دراسات الحرب. وقال ألكسندر جولتز - وهو كاتب عمود مقيم بموسكو ويعمل نائبًا لرئيس تحرير صحيفة يوجدنيفني جورنال الإلكترونية- «إذا نظرت للخريطة فسيكون بوسعك أن تفهم بسهولة أنك لا تحارب «داعش» بل فصائل معارضة أخرى». وتدعم البيانات تأكيدات مصدرها واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي بأن التدخل الروسي في سوريا -وهو أكبر انتشار عسكري للروس في الخارج منذ انهيار الاتحاد السوفيتي- غرضه تعزيز وضع الأسد الذي زار موسكو الثلاثاء ليشكر بوتين على دعمه.