تصاعدت أمس حدة الرفض للهجمات العشوائية التي تنفذها المقاتلات الروسية وقوات الأسد ضد المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، لا سيما بعد أن تسبب قصف جوي وصاروخي على الغوطة الشرقيةلدمشق في مقتل 45 مدنيا وإصابة العشرات. وبعد ساعات من الشكوى التي تقدم بها، أول من أمس، الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لمجلس الأمن، من تصاعد وتيرة القتل التي ينتهجها العدوان الروسي في الآونة الأخيرة، عد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، الهجمات العشوائية على مدرسة في مدينة دوما، معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، وعلى حي سكني في العاصمة "غير مقبولة". وقال أوبراين في مؤتمر صحفي بدمشق، أمس، "هذه الهجمات العشوائية غير مقبولة، وعلينا بذل أقصى ما بوسعنا لحماية المواطنين الأبرياء، وبينهم نساء وأطفال، من أعمال وحشية مشابهة"، داعيا كل الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان. وأضاف أن هذه الهجمات هي بمثابة "تذكير مأساوي بضرورة التوصل إلى حل سياسي، ووقف شامل لإطلاق النار بسورية". في الأثناء، بدأ أمس، وزراء خارجية 11 دولة من أصدقاء الشعب السوري اجتماعا تنسيقيا في باريس، للبحث في كيفية دعم المعارضة، والتحضير لاجتماع نيويورك المقبل، المفترض أن يعقد في ال18 من ديسمبر الجاري. تزايد أعداد الضحايا أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ارتفاع عدد ضحايا الهجمات العشوائية على الغوطة الشرقية، وقال إن حصيلة صباح أول من أمس، التي بلغت مقتل 28 مدنيا، ارتفعت في المساء إلى 45 مدنيا على الأقل، فضلا عن إصابة العشرات، مبينا أن من بين القتلى، 10 أطفال دون سن ال18 عاما، وأربع مواطنات، إحداهن مديرة مدرسة، لقوا حتفهم جميعا في غارات للطائرات الحربية وقصف بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض على مناطق في مدن دوما، وسقبا، وحرستا، وعربين". وأشار إلى أن السكان سارعوا إلى إنقاذ الضحايا، وحمل البعض الأطفال لإبعادهم عن المباني المدمرة في دوما التي انتشر في شوارعها الحطام والزجاج المتناثر والسيارات المحترقة.
المعارضة تتقدم بحلب أفادت تقارير بأن عشرات العناصر من الميليشيات الإيرانية والعراقية الموالية للنظام في سورية قتلوا إثر محاولاتهم التقدم باتجاه قرية بانص، بريف حلب الجنوبي، والتي استعادتها المعارضة في الساعات الأخيرة. يأتي ذلك، فيما قصفت حركة أحرار الشام المراكز والطائرات الروسية بمطار حميميم بريف اللاذقية. في غضون ذلك، واصلت الميليشيات التابعة للنظام محاولاتها للتسلل عبر أنفاق إلى مواقع المعارضة المسلحة في المناطق الجنوبية من دمشق، في حين تعمل المعارضة على تفجير هذه الأنفاق. وأشارت التقارير إلى أن الهدف الأهم للميليشيات من هذه المحاولات هو إبعاد مقاتلي المعارضة المسلحة عن طريق مطار دمشق الدولي.