كشفت حملة مداهمات أمنية نفذتها دوريات جوازات جدة عن آلية هروب الخادمات من منازل كفلائهن عندما ضبطت أول من أمس أعدادا كبيرة من سائقي سيارات الأجرة "الليموزين" الذين تخصصوا في إيواء الخادمات. وقال المتحدث الرسمي لجوازات جدة الرائد محمد الحسين ل "الوطن" إن دوريات الجوازات نفذت أول من أمس حملة مداهمة لبعض المنازل التي يقطنها مخالفون في أحياء الصفا والرحاب بمتابعة مدير جوازات منطقة مكةالمكرمة العميد سالم الزهراني، وبإشراف مباشر من قائد دوريات جوازات منطقة مكةالمكرمة العقيد عبد الكريم الروقي، وقادها ميدانيا رئيس قسم المداهمات النقيب نايف شاهر العتيبي. وأوضح أنه تم خلال عملية المداهمة القبض على 107 أشخاص من المخالفين والمخالفات لنظام الإقامة والعمل أغلبهم من الخادمات الهاربات من كفلائهن، واللاتي تخصص سائقو سيارات الأجرة "الليموزين" في مساعدتهن على الهرب، وقاموا بإيوائهن في غرفهم التي يقطنونها. وأكد أن عمليات البحث والتفتيش كشفت عن قيام بعض المقيمين النظاميين بإيواء بني جلدتهم المخالفين، وتم الكشف عن مساكن تم تأجيرها على مخالفين قاموا بتسكين الخادمات معهم بطرق غير شرعية، وعملوا كسماسرة لتشغيل هؤلاء الخادمات، وتم العثور على أطعمة وأدوية ممنوعة. فيما رصدت "الوطن" بعض التجاوزات التي تمت ملاحظتها أثناء الحملة من تحويل بعض الشقق داخل المساكن التي تمت مداهمتها إلى أماكن تمويل غذائي أشبه بمحلات بيع المواد الغذائية "بقالات" لتموين المتخلفين بحيث يحد من خروجهم وعدم لفت الانتباه لأماكن تجمعهم، إضافة إلى بيع بعض المواد الطبية ومنها حبوب منع الحمل والتي وجدت في أكثر من بناية تمت مداهمتها تباع ضمن المواد التموينية. وشهدت الحملة جوانب إنسانية من قبل كافة المشاركين بها من رجال الجوازات في مراعاة الأطفال واحتضانهم لمرافقة ذويهم بعد إلقاء القبض عليهم مراعين ما يشير به قائد الحملة النقيب نايف العتيبي في كل مرة يتم العثور فيها على مجموعة من النساء والأطفال بعدم إخافة الأطفال والعمل على حملهم برفق ومداعبتهم لعدم إثارة الخوف أو الذعر بينهم وهو ما أكده وعمل به رجال الجوازات كونه جانبا إنسانيا يحسب لهم. ونجت مخالفة لنظام الإقامة من الجالية الإندونيسية من التعرض لحادث سقوط من الدور الثاني، بعد أن همت بالخروج من النافذة أثناء مداهمة رجال الجوازات لها، والذين استطاعوا اللحاق بها وثنيها عن محاولتها الهرب. وعلى صعيد متصل خُطفت عاملة منزلية سيريلانكية الجنسية من مطار الملك خالد الدولي خلال رمضان الماضي، بعد خمس ساعات من وصولها وهي في طريقها إلى كفيلها في حائل، من قبل سيدة ترتدي الزي النسائي السعودي، وأجبرتها على العمل لديها لمدة 15 يوما، وأثناء غياب السيدة عن منزلها قامت العاملة بالاتصال على زوجها في سيريلانكا، لتقوم السيدة بعد افتضاح أمرها بالاعتداء على الخادمة وإعادتها مرة أخرى للمطار، حيث تم تسليمها فيما بعد لإدارة الترحيل. وأكدت شرطة منطقة الرياض فقدان الخادمة وعودتها إلى المطار بعد فترة وأنه تم اتخاذ الإجراء اللازم حيالها. وتخشى اللجنة الوطنية للاستقدام والمكاتب في حائل، أن تكون هذه الحادثة بداية لعمل منظم تقوم به عصابات لتشغيل الخادمات واستغلالهن. من جهته، قال عضو اللجنة الوطنية للاستقدام في مجلس الغرف السعودية، رئيس لجنة الاستقدام في غرفة حائل باتع الحماد إن كفيل الخادمة في حائل وفور علمه بالواقعة تقدم ببلاغ إلى شرطة مطار الملك خالد، ولا يزال التحقيق مستمرا في القضية. وأكد أنه استقى تلك المعلومات من مدير إحدى النوبات في مطار الملك خالد بعد مراجعته له في المطار. إلى ذلك، قال المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة الرياض ناصر القحطاني ل"الوطن" إن عاملة منزلية حضرت لمطار الملك خالد الدولي تغيرت من رحلة دولية إلى رحلة داخلية للذهاب إلى كفيلها في مدينة حائل، وإنها فقدت خلال تنقلها في المطار، ثم عادت بصحة جيدة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.