تبدأ في الرياض اليوم أعمال الدورة ال36 لمجلس التعاون الخليجي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتناقش على مدى يومين عددا من الملفات الساخنة في مقدمتها الملف اليمني، ومستجدات الأوضاع في سورية. وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني إن المجلس يدعم الحل السياسي لإنهاء صراعات اليمن وسورية، متطلعا إلى تعاون مع إيران يقوم على احترام الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير. وسط ظروف دولية وإقليمية بالغة الأهمية، تنطلق في العاصمة الرياض اليوم أعمال الدورة ال36 لمجلس التعاون الخليجي والتي ستعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. ويناقش لقاء القمة الخليجية على مدى يومين، عددا من الملفات الساخنة، حيث تمر المنطقة العربية والإقليمية بظروف سياسية بالغة التعقيد والحساسية. وقبل يوم من بدء اجتماعات الدورة الحالية، استقبل خادم الحرمين الشريفين، أمس، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، عبداللطيف الزياني، حيث جرى استعراض أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة الحالية. وتأتي على رأس قائمة الملفات التي سيتناولها القادة الخليجيون أحداث اليمن التي تقود فيها المملكة تحالفا عربيا لاستعادة الحكومة الشرعية هناك، برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، التي تواجه المتمردين الحوثيين وقوات تابعة للمخلوع علي عبدالله صالح. كما سيفرض الوضع في سورية نفسه على المؤتمر، خاصة في ظل التطورات التي طرأت على واجهة الصراع بدخول روسيا على خط المواجهة، بدعم عسكري ولوجستي مباشر لنظام بشار الأسد الذي تطالب دول المجلس برحيله. اليمن وسورية وإيران قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، في تصريحات صحفية، إن الحل السياسي هو الهدف الذي تسعى إليه دول مجلس التعاون لإنهاء الصراع في اليمن، مؤكدا دعم دول المجلس للجهود التي تبذلها الأممالمتحدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. أما فيما يتعلق بالأزمة في سورية، فأكد الزياني أن دول المجلس مع حل سياسي يضمن استقلال وسيادة سورية ووحدتها، ويحقق للشعب السوري تطلعاته وآماله، مشيرا إلى أن التدخل العسكري الروسي في سورية زاد الوضع تعقيدا، وجعل إمكانية الوصول إلى حل سياسي أكثر صعوبة. وردا على سؤال عن علاقات دول المجلس مع إيران، أعرب عن تطلعه لقيام علاقات تعاون بناءة معها تقوم على احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأن تستخدم طهران الأموال التي ستحصل عليها بعد رفع العقوبات الدولية، فيما يعود بالخير على الشعب الإيراني، ويخفف بعض المصاعب المعيشية التي ظل يعانيها سنوات.
توصيات وقرارات مهمة أعرب سفير دولة الكويت لدى المملكة، الشيخ ثامر جابر الصباح، عن ثقته في أن أعمال قمة الرياض ستتكلل بالنجاح، للقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، وإيمانه العميق بضرورة المضي قدما بالتعاون الخليجي المشترك إلى أعلى درجات التعاون والتكامل، تحقيقا لآمال وتطلعات الشعب الخليجي الواحد. وأفاد بأن المتابع لمسيرة المجلس خلال العقود الثلاثة الماضية يدرك مدى نجاح دول المجلس في زيادة التكامل الخليجي، وعزيمة قادة دول المجلس وإصرارهم على مواصلة المسيرة والوصول إلى تحقيق ما فيه مصلحة دولهم وشعوبهم. من جانبه، توقع نائب وزير خارجية الكويت خالد الجارالله أن يخرج القادة بقرارات مهمة، خاصة في التوصيات المرفوعة من اللجان الوزارية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، مشيرا إلى أن القادة سينظرون التوصيات التي رفعت حول جميع الملفات من قبل اللجان الوزارية على مدار العام. وتوقع الجار الله اتخاذ قرارات لتسريع وتيرة العمل في الاتحاد الخليجي والعملة الموحدة، لافتا إلى أن هذين الملفين من المواضيع المهمة التي تحظى بالإجماع من دول الخليج.
صياغة موقف مشترك أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الخثلان أن مواجهة الملفات الساخنة في المنطقة التي ستناقش على طاولة قمة الخليج اليوم تتطلب الإسراع في عملية التحول إلى الاتحاد الخليجي والوحدة النقدية كنقطتين رئيستين. وقال الخثلان إن الوضع الراهن لا يتحمل تأخير أو تأجيل التعاون الخليجي كمنظومة أمنية سياسية أمام الأزمات التي تمر بالمنطقة العربية، خاصة سورية، واليمن، والعراق، داعيا إلى اتخاذ موقف خليجي موحد، في مختلف القضايا المحلية والإقليمية. وحدد الخثلان عددا من الملفات الأساسية التي لا بد أن يكون هناك موقف موحد حيالها، من بينها ملف سورية التي تمثل قضية مهمة لدول الخليج والعالم أيضا، لأهميتها الاستراتيجية، أيضا ملف اليمن والتدخلات الأجنبية فيه، وملف أمن واستقرار العراق، فضلا عن العلاقة مع إيران والتدخلات في المنطقة.