أكد أستاذ العقيدة رئيس إدارة الأمن الفكري في جامعة حائل الدكتور أحمد الرضيمان أن الجهاد الشرعي لا يكون إلا بإذن ولي الأمر، وليس من خلال تغريدة جاهل أو خطبة كاذب، محذرا من الانضمام إلى أي من الفصائل السورية، سواء الجيش الحر أو غيره. جاء ذلك خلال نقاش مفتوح للرضيمان مع طلاب متوسطة وثانوية الشعلانية ومتوسطة الفويلق التابعة لمكتب التعليم بمحافظة بقعاء الأسبوع الماضي، ضمن زيارات رسمية لحزمة من البرامج التي تقدمها إدارة الأمن الفكري موجهة لطلاب التعليم العام. خطر الغلو أوضح الدكتور الرضيمان في بداية محاضرته، التي افتتحها بمكانة الشباب في القرآن الكريم والسنة النبوية، أن خطر الغلو في الدين والوقوع في الشبهات أشد فتكا بالشباب من المخدرات والشهوات، مشددا على الطلاب بالاعتدال والوسطية اللذين جاء بهما الإسلام. وقال إن ارتباط الشاب بوالديه والعقلاء من أفراد أسرته من كبار السن، ينعكس على عقلية الشباب في نشاطه وحكمة الكبار، مطالبا بتعزيز النظرة الإيجابية للحياة اتباعا للسنة النبوية. وأكد أن النظرة المحبطة والسلبية هي سبيل الذين لا يعقلون.
تأثير داعش ناقش الرضيمان مع الطلاب عددا من المسائل، وأجاب عن سؤال لأحد الطلبة عما إذا كان تأثير تنظيم داعش الإرهابي يصل إلى كبار السن أم الصغار فقط، موضحا أن أعداء الإسلام، ومنظماتهم التي أنشؤوها لخدمة أهدافهم، لا تفرق بين صغير وكبير، فهي تستهدف جميع مكتسباتنا "الدين والوطن وخيرات البلد"، ولكن كبار السن لا يستجيبون لهم بسبب نضجهم، وإدراكهم لما يخطط له الأعداء، ولكون الكبار لديهم من التجربة في الحياة وفهم الأمور على حقيقتها ما يحول دون تأثرهم بهذه الأفكار، ولذلك فهم يأنفون أن يكونوا صيدا ثمينا لمن يريد أن يبدل أمنهم خوفا، واجتماعهم فرقة، ولا تغريهم الشعارات البراقة، بينما بعض الشباب يقعون فريسة لتلك المنظمات الهالكة لحداثة سنهم ونقص خبرتهم في الحياة، وحماسهم غير المنضبط لنصرة الدين، كما أنهم ينظرون إلى ما يعرضه الأعداء من خلال الصور والمقاطع المرئية، لما يحصل للمسلمين من مآس، وهؤلاء يصورون للشباب أنهم هم المنقذون، مع العلم أن تلك المنظمات الإرهابية هي سبب آخر لمآسي المسلمين.
الجيش الحر قال الدكتور الرضيمان إن علينا أن نركز على معرفة الحق لنعرف أهله، ومعرفة الباطل لنعرف أهله، مجيبا عن استفسار لطالب في المرحلة المتوسطة عن تنظيم داعش. وقال "داعش هي حلقة من حلقات الأعداء كمن سبقها كالقاعدة والنصرة، وقد يأتي بعدها منظمات إرهابية أخرى". وأضاف أن كل دعوة تتخذ الدين ونصرته سلما للطعن في وطننا، والقدح في ولاة أمورنا وعلمائنا ومجتمعنا هي دعوة باطلة مهما ألبست من زخارف القول. وحذر الرضيمان من الانضمام للجيش الحر، بعد سؤال لطالب عن حكم الانضمام له، مشيرا إلى أنه لا يجوز لأي شاب سعودي الانضمام للجيش الحر أو غيره، لأن حكم الجهاد حكم شرعي، يؤخذ من النصوص الشرعية ومن علمائنا الأجلاء، ولا يؤخذ من أهل الأهواء الذين يزجون بالشباب إلى أماكن الصراع، ثم يتبرؤون منهم، مؤكدا أن إذن الجهاد يعود إلى ولي الأمر فقط، وولي أمرنا وإمامنا هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وليس من تغريدة جاهل أو خطبة كاذب.