في إطار سعي الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة حائل لتحصين الشباب وحمايتهم، وتبصيرهم بما يُحاك ضدهم خصوصاً، وما يستهدف أمن المملكة واستقرارها عموماً من الفئات الضالة والمنحرفة، وعلى ضوء ما يحدث في الدول المجاورة من صراعات واقتتال باسم الدين والجهاد، فقد حرصت الإدارة على تسليط الضوء على هذه الأمور وبيان الخطر الذي يهدد شباب المملكة، وموقف الإسلام والشرع القويم من ذلك، من خلال حزمة من البرامج التوعوية والإرشادية التي تصب في هذا الجانب، ومن ذلك المحاضرة التي ألقاها فضيلة الدكتور أحمد بن جزاع الرضيمان عضو هيئة التدريس بجامعة حائل وعضو لجنة المناصحة الشرعية للموقوفين في القضايا الأمنية، وذلك في قاعة سمو الأمير فيصل بن عبد الله، واستهدفت العاملين والعاملات في أندية الحي، ومديري ومديرات ومشرفي ومشرفات الإدارات ذات العلاقة، وبحضور سعادة المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة حائل الدكتور يوسف بن محمد الثويني والمساعد للشؤون التعليمية. وبيَّن الدكتور الرضيمان في محاضرته مكانة المملكة العربية السعودية وأنها مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومنبع الإسلام، وأن حبها والدفاع عنها دين وإيمان، موضحاً أن الخطر الذي يهدد الشباب ويجب الحذر منه يكمن في المخدرات، والغلو في الدين. وحذر «الرضيمان» شباب الوطن من المتربصين والحاقدين على أمننا واجتماع كلمتنا مع ولاة أمرنا، مبيناً أن الجهاد موكول لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين، وليس لأحد أن يفتات عليه، أو يخرج بدون إذنه، مؤكداً أن التنظيمات الإرهابية في الخارج تديرها جهات معادية للإسلام وللمملكة، وترفع شعار الجهاد كذباً وزوراً. كما أكد الدكتور «الرضيمان» على وجوب الرجوع إلى الراسخين في العلم من كبار العلماء ولا سيما في القضايا المصيرية الكبرى وقبول الحق من أي شخص كان، ورد الباطل من أي شخص كان، وأنه لا تجوز الاصطفافات الحزبية فالحق لا يربط بالأشخاص، فالأشخاص يموتون وقد يضلون وقد يخطئون، وإنما يعلق الحق بالدليل، لأننا لو علقنا الحق بالأشخاص لمات الحق بموتهم.. مؤكداً على مراعاة فقه المآلات، وعدم منازعة الأمر أهله، وأنه لا يجوز تقديم المواقف الشخصية الغاضبة، على المواقف الشرعية الثابتة، وموقف الإمام أحمد مع الخليفة المأمون خير مثال على ذلك. من جهته قدم مدير عام التربية والتعليم بمنطقة حائل الدكتور يوسف بن محمد الثويني شكره وتقديره للشيخ الدكتور أحمد الرضيمان على ما تفضل به في المحاضرة، مؤكداً على أهمية وضرورة تحصين الشباب من خلال الأنشطة غير الصفية الموجهة لهم في أندية الأحياء، وضرورة أن تشتمل هذه الأندية على كل ما يعزز الأمن الفكري لدى الشباب لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة، وما يجب علينا حيال ذلك لنكون مساهمين في الحفاظ على أمن بلدنا واستقراره، وأن ذلك لا يأتي إلا بالالتفاف حول القيادة الرشيدة، والسمع والطاعة لهم بالمعروف.