لم يستمر بقاء عناصر تنظيم القاعدة في مدينة جعار سوى ساعات محدودة، حيث تمكنت قوات المقاومة الشعبية من طردهم واستعادة السيطرة على المدينة، التي كانت تعرضت في وقت مبكر صباح أمس إلى هجوم مباغت شنه عناصر التنظيم المتشدد. وكان متشددو تنظيم أنصار الشريعة، المرتبط بتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، قد فاجؤوا مقاتلي المقاومة الشعبية في منطقة المخزن، وفي محيط منزل نائب رئيس المقاومة، علي السيد، الذي قتل في المواجهات. قبل أن يقوموا بتلغيم المقر الرئيس للجان الشعبية في المدينة وتفجيره. وأشار شهود عيان إلى أن مسلحي أنصار الشريعة شنوا هجوما مباغتا واشتبكوا مع مقاتلي اللجان الشعبية، وبعد ذلك أقاموا نقاط تفتيش، وأعلنوا عبر مكبرات الصوت بعد صلاة الفجر سيطرتهم على المدينة. وأشاروا إلى أنه رغم إعلان القاعدة سيطرتها على مدينة جعار، فإن الاشتباكات والمعارك الشرسة لم تتوقف مع مقاتلي اللجان الشعبية، باستخدام كافة أنواع الأسلحة الخفيفة. تدخل الأباتشي قال القيادي في المقاومة، العميد على الشموخ، في تصريحات إلى "الوطن" إن المواجهات كانت قد اندلعت بين الجانبين منذ ساعات الصباح الأولى، حيث سيطر المسلحون على المدينة وعلى عدة مواقع، من بينها معسكر 7 أكتوبر، الذي كان يضم بداخله مصنعاً لصناعة الذخيرة. قبل أن ينجح الثوار بدعم قوي وفرته مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده المملكة من تحرير تلك المنطقة وطرد مُسلحي القاعدة منها. مُشيراً إلى أن عناصر المقاومة استخدموا المدفعية الثقيلة ضد عناصر القاعدة. من جانبه، قال مدير عام مكتب وزارة الإعلام في أبين، ياسر باعزب، في اتصال هاتفي مع "الوطن" إن أبطال اللجان الشعبية وعناصر المقاومة استطاعوا استعادة السيطرة على المدينة وطرد المسلحين بعد وقت قصير. مُشيراً إلى أن الأوضاع في المدينة هادئة بعد أن توقفت المواجهات.
تورط المخلوع أشارت مصادر طبية في المدينة إلى أن أربعة من عناصر اللجان والمقاومة استشهدوا خلال المواجهات، فيما قتل ثلاثة من مسلحي القاعدة. ويعد القيادي علي السيد، أحد أبرز القيادات التي أعلنت دعمها وتأييدها للرئيس عبد ربه منصور هادي. وشارك في قيادة العديد من المعارك التي أسفرت عن طرد ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح من محافظة أبين وبقية المحافظات الجنوبية. الأمر الذي قد يُعد بمثابة تأكيد جديد على صحة التقارير التي تُشير إلى تورط المخلوع في عقد تحالفات سرية مع عناصر تنظيم القاعدة واستخدامهم لضرب معارضيه وتنفيذ أجندته وحماية مصالحه. من جانب آخر، وعلى مسافة لا تزيد عن 70 كيلو متر عن محافظة أبين، دارت مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والمُتمردين الحوثيين في محافظة البيضاء وسط اليمن. ما أسفر عن مصرع قيادي حوثي. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن اشتباكات اندلعت بين رجال القبائل الذين يساندون المقاومة في قرى الدريعة، وبقعان، وشعب ناصر، أوقعت عددا من القتلى والجرحى الحوثيين بينهم قائد المجموعة القتالية للمتمردين في جبهة ذي ناعم.