حققت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية تقدماً كبيراً في أكثر من منطقة في محافظة أبين، باتجاه القضاء على جماعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة، في وقت عزَّزت فيه الجماعة صفوف مقاتليها بهدف إضعاف مقاومة فرق اللجان الشعبية المسلَّحة وقدرات مسلحيها على مواصلة الاصطفاف لمنع سقوط مدينة لودر في قبضتهم. إلى ذلك أكدت مصادر أمنية مقتل ما لا يقل عن 34 شخصاً أول من أمس في اشتباكات بين القوات الحكومية ومتشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة. وقالت وزارة الدفاع في بيان إن 28 متشدداً قتلوا في اشتباكات غرب لودر. كما قتل 3 متشددين آخرين و3 مسلحين قبليين كانوا يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية في اشتباكات منفصلة خارج المنطقة ما يرفع عدد القتلى في المعارك التي اندلعت منذ الاثنين الماضي إلى أكثر من 222 شخصاً. وأوضحت مصادر عسكرية أن قوات الجيش أحرزت أمس تقدماً كبيراً في معاركها ضد المتشددين في أبين، وأنها تمكَّنت من تطهير عدة مناطق من عناصر التنظيم بعد مواجهات شرسة تكبَّدت فيها القاعدة خسائر فادحة. وأكد رئيس أركان اللواء 111 مشاة المرابط في مديرية لودر العقيد الركن فرج حسين أبو بكر تطهير جبل زاره وما حوله كاملاً، إضافة إلى تطهير منطقة المثلث وجبل يسوف بعد معارك قوية استخدمت فيها الدبابات والمدفعية. من جهة أخرى كشفت مصادر مقربة من "أنصار الشريعة" في تصريح إلى "الوطن" عن وصول تعزيزات من مقاتلي الجماعة الذين توافدوا من مناطق عزان وزنجبار إلى المنافذ الحدودية لمدينة لودر بهدف تعزيز صفوف مقاتلي القاعدة وفرص اقتحام المدينة، مؤكدة أن كثيرا من المقاتلين الأجانب شاركوا بشكلٍ فعلي في عمليات قتالية خلال الأيام القليلة الماضية. وأشار القيادي في إحدى فرق "اللجان الشعبية المسلحة" بمديرية جعار بأبين محمد علي عبده شرذة في تصريح إلى "الوطن" إلى أن هناك تضارباً في التقديرات المتعلقة بتحديد عدد القتلى في صفوف أنصار الشريعة أو الجيش ومسلحي اللجان الشعبية، إلا أن المعلومات المتداولة مؤخراً تشير إلى أن ما لا يقل عن 17 من المقاتلين الأجانب في صفوف أنصار الشريعة قد قتلوا خلال الشهرين الأخيرين بينهم خمسة سعوديين، وأن معظم هؤلاء قضوا جراء ضربات جوية تعرضت لها مناطق تمركز مسلحي الجماعة في كل من "عزان وامعين والبيضاء". وقال شرذة إن "السعوديين من مقاتلي أنصار الشريعة هم الأكثر مشاركة في الاشتباكات بين الجماعة وبين قوات الجيش أو فرق اللجان الشعبية، من بين المقاتلين الأجانب في صفوف الجماعة". وأشار إلى أن "كثيرا من هؤلاء مضى على وجودهم في أبين سنوات وليست أشهراً ما أكسبهم خبرة في معرفة الطرق والمناطق التي يقاتلون فيها"، موضحاً أن "بعضهم يمنيون يحملون الجنسية السعودية ولديهم صلات عائلية مع أقارب لهم من أهالي جعار ولودر وخلال الأسبوعين الماضيين تم تداول معلومات عن مقتل خمسة سعوديين في غارات جوية نفذتها طائرات عسكرية في منطقة أمعين بأبين وعزان بشبوة.