نؤمن أن الموت حق، وأن المولى سبحانه وتعالى كتب على عباده جميعا الفناء، قال تعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). وبقلوب صابرة ومطمئنة، راضية بقضاء الله وقدره تلقيت وجميع أفراد أسرتي وفاة والدي العزيز يوم 6 / 10 / 1436، كما تلقينا قبل ذلك بأشهر معدودة وقع مصيبة فقد أخي الغالي "خالد "، فرحمهما الله رحمة واسعة، وأسبغ عليهما من عطائه ورحمته ومغفرته. لقد كان وقع المصيبة علينا كبيرا، وألم فراقهما على نفوسنا عظيماً، فوالدي نعم الأب القدوة والمربي الفاضل والقلب الرحيم والوالد المميز في طباعه وأخلاقه،. فقد عشنا في كنف رعايته، وترعرعنا تحت ظلال مودته، واكتسبنا من خبراته وقدراته. ولأبي الغالي الذي غاب عن دنيانا أقول: ذكراك ماثلة في قلوبنا ونفوسنا، وستبقى ذكراك خالدة ما حييت، وسوف أتذكر ماضيك الجميل وحسن علاقتك بربك، كان حرصك الدائم على أداء شعائر ديننا الإسلامي العظيم والتزامك بها وتوصياتك الدائمة لنا بالتمسك بها والاهتمام بأدائها نبراساً نهتدي به.. أيامك الجميلة بيننا، وحياتك الأسرية الدافئة حولنا، وابتسامتك الصافية وأحاديثك الماتعة لجميع أفراد الأسرة مازالت ماثلة في مسامعي.. تأثرك العميق عند وفاة شقيقي "خالد" الذي لم تلبث بعده إلا قليلاً، سوف أتذكر صبرك الجميل الذي تعلمنا منه دروسا في الحياة.. وحبك للعمل وحرصك على إتقانه وعلى أدائه على الوجه الأمثل، وحبك لنفع الآخرين والسعي في خدمتهم.. هذه مشاعر فياضة وعواطف صادقة أبت نفسي إلا البوح بها، ولا أملك إلا أن أسأل المولى سبحانه أن يرحمكما برحمته الواسعة، وأن يغفر ذنوبكما، وأن يجازيكما بالحسنات إحساناً، وعن السيئات عفوا وغفراناً، وأن يسكنكما الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يرفع مقامكما مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.