فيما واصلت قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية تقدمها على معظم جبهات القتال في محافظة تعز، على حساب ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، دمرت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة عددا من الآليات العسكرية التابعة للمتمردين، إضافة إلى مخزني سلاح، في منطقة الراهدة. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن المقاومة الشعبية حققت تقدما جديدا، وسيطرت – بدعم من عناصر الجيش الوطني - على إدارة أمن الشريجة، وذلك عقب مواجهات عنيفة مع الانقلابيين، أسفرت عن مصرع 58 حوثيا وإصابة 80 آخرين بجراح، فيما استشهد ثلاثة من الثوار وأصيب 14 آخرون. وانتهت بفرار جماعي للمسلحين باتجاه مدينة الراهدة في تعز. كما اجتاح الثوار مواقع المسلحين في منطقتي حنة والمحضارة في الوازعية، وأكدوا استعدادهم لدخول مناطق أخرى بالمدينة وطرد الحوثيين منها. استهداف الأحياء السكنية شنت قوات التمرد قصفها العشوائي العنيف على الأحياء السكنية، وأشار شهود عيان إلى أن أربعة مدنيين بينهم طفل وامرأتان سقطوا قتلى نتيجة القصف، فيما أصيب 29 آخرون. ودأب الانقلابيون على شن قصف عشوائي على أحياء المدنيين، كلما تزايدت خسائرهم في جبهات القتال على أيدي الثوار، وذلك لإرغام المقاومة على وقف ضرباتها لهم، إلا أن مقاتلات التحالف العربي استطاعت خلال الفترة الماضية تدمير العديد من الدبابات والمدافع التي كانت الميليشيات تستخدمها في القصف، مما أدى إلى تراجع قدرتها على تهديد الأحياء السكنية. كما أن الانتصارات المتلاحقة التي حققها الثوار خلال الأيام الماضية دفعت معظم الذين كانوا يرابطون على التلال المحيطة بالمدينة ويقصفون السكان إلى مغادرتها والفرار إلى خارج المحافظة.
خلافات داخل الميليشيات كشفت مصادر داخل حركة التمرد الحوثي أن النجاحات المتلاحقة التي حققها مقاتلو المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية تسببت في اندلاع خلافات شديدة داخل قيادات الجماعة المتمردة، فبينما يرى بعض العقلاء ضرورة الانسحاب من تعز، قبل أن تتسبب المعارك في إبادة جميع المقاتلين، يتمسك آخرون، وفي مقدمتهم زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي بمواصلة القتال حتى الرمق الأخير، وعدم الانسحاب. وأضاف المصدر – الذي اشترط عدم الكشف عن هويته – في تصريحات إلى "الوطن" أن حركة الحوثيين تعيش أسوأ أيامها في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنها كانت تعول على استمرار احتلالها لتعز، على الأقل حتى انعقاد مفاوضات جنيف2، لرفع سقفها التفاوضي، إلا أن التقدم السريع للثوار أصاب خططها في مقتل. ومضى المصدر بالقول إن هناك حالات عصيان كثيرة وقعت داخل الحركة، بسبب رفض كثير من القادة العسكريين تنفيذ أوامر القيادة العليا، لإدراكهم بعدم صحتها من الناحية العسكرية، وأضاف أن معظم الكتائب العسكرية التابعة للتمرد باتت محاصرة بنيران الثوار من كافة الجهات، ورغم ذلك لا تزال القيادة العليا للحركة تصر على مواصلة القتال، مما يعني أنها تعرض نفسها لخطر الإبادة التامة.
تسليم الأسلحة للشرعية أكد قائد المقاومة الشعبية في تعز، حمود المخلافي، أن قوات المقاومة الشعبية سوف تقوم فور انتهاء معركة تحرير تعز الدائرة حالياً، بتسليم كافة السلاح الذي بأيديها إلى السلطات الأمنية وقوات الجيش الموالي للشرعية. وأضاف المخلافي في تصريحات صحفية أن هناك اتفاقا تاما وسط قيادات المقاومة، بأن السلاح ينبغي أن يكون محصورا في أيدي القوات الأمنية وقوات الجيش فقط، لأن وجود السلاح في أيدي الثوار بعد انتهاء العمليات العسكرية قد يؤدي إلى حالة انفلات أمني أو أعمال خارجة على القانون، على غرار ما حدث في بعض المحافظات التي تم تطهيرها من المتمردين. وتابع "غالبية عناصر المقاومة الشعبية هم من الطلاب والمعلمين وأساتذة الجامعات، وهؤلاء سيعودون إلى أعمالهم ومقاعدهم الدراسية. أما بقية الثوار فسوف يتم دمجهم فورا في القوات الأمنية. وهذا الأمر محسوم تماما ولا نقاش حوله، ولن نرضى بوجود أي أسلحة خارج نطاق الشرعية، وكافة الأسلحة الموجودة بأيدي الثوار هي عهدة شخصية بحوزتهم ومرصودة تماما".