قدمت فرقة مسرح الطائف ممثلة المملكة في مهرجان المسرح الأردني ال 22 مساء أول من أمس عرضها المسرحي "بعيداً عن السيطرة"، من تأليف فهد الحارثي وتمثيل وإخراج سامي الزهراني. وحظي العرض بإشادات واسعة من المسرحيين والنقاد الذين حضروا بكثافة، والجمهور الذي ملأ جنبات المسرح. وقالوا: إن أهم ميزات العمل كانت في تناغم الحرف والأداء والصورة من خلال شخصيات الأديب "الأستاذ". فكان سامي الزهراني محلقا في أداء "أبو عبده الحلاق" الذي أخرجه فهد الغامدي وممدوح الغشمري وبدر الغامدي من جوف مكتبة معلمهم وشاعرهم وأديبهم الذي فارق الحياة ، ليقوموا بإخراج الشخصيات الأخرى بالتتابع على المسرح، حيث أعاد عبدالرحمن المالكي شخصية "الدفان" إلى الواقع بأدائه المتميز، الذي جعل الفنانة الأردنية أمل الدباس تقول "يا الله" بصوت عال لفت انتباه الجمهور.
نجاح البساطة العرض كان سلسا جميلا، حيث اعتمد المخرج على البساطة وذهب إلى السهل الممتنع وهذا جميل، وأقدر هذا الأسلوب في الإخراج الذي قدم قراءة أخرى من خلال التكنيك البسيط الذي انتهجه، وهذا سر نجاح هذا العمل الذي كان متوازنا في إيقاعه طوال العرض، وصنع لنا المخرج عنصر المفاجأة، فكانت هناك عدة مفاجآت وهو ما جعل المتلقي متواصلا مع العرض في انتظار ماذا سيحدث بعد. اليوم شاهدت عرضا مسرحيا ونحن في ثالث أيام المهرجان حيث كانت جميع الأعمال السابقة لا ترقى للأعمال الاحترافية، وأعتقد أن هذا العرض ساهم في عدم سقوط عروض المهرجان لما يمتلكه من كثافة هائلة في احترافية الأداء والإخراج والكتابة والتقنية. سفيان عطية مخرج جزائري
أهم الأعمال الخليجية
يقدم العرض وجبة جميلة في الفرجة فهناك اشتغال على ملامح من منهج كوميديا "ديلارتي" وكذلك "البرختية"، وهناك مجال للاستعراض الجسدي الذي كان واضحا في تعبير الممثلين الحركي، فهم يملكون طاقات عالية جدا في أدائهم الصوتي والجسدي وفي التشخيص، وهناك نص قائم على لغة شاعرية جدا فيها كثير من الفلسفة وتطرح العديد من الأسئلة، ويحتاج المسرح العربي إلى هذا النوع من النصوص وبالذات الخليجي الذي هو بحاجة إلى تطوير الفرجة؛ لأنه منذ سنوات طويلة تكلس في إطار فرجة تخرج أحيانا وفيما ندر إلى خارج حدود التقليدية ثم تعود لها، وبالتالي اعتبره مهما جدا سواء على صعيد الحركة المسرحية وتطورها في المملكة وعلى صعيد تطوير الحركة المسرحية في منطقة الخليج، هذا العرض نفتخر به ونفتخر بكل الطاقات التي قدمته. مرعي الحليان مسرحي إماراتي
وجبة مبهجة على قلة متابعاتي للمسرح السعودي إلا أنني للمرة الثانية أشاهد تجربة "بعيدا عن السيطرة" ولأني مؤمن إيماناً كاملاً أن العروض لا تتكرر فما شاهدته في المرة الأولى يختلف كليةً عما شاهدته في المرة الثانية، عمل أهم رسالة وصلتني كمتلقي أنه زودني بوجبة من البهجة من خلال ممثلين كانوا يلعبون أدوارهم بمهارة أسعدتني كثيراً وأسعدت كل الحضور، ما دعا أحدهم إلى أن يهمس في أذني " هل هذا مسرح سعودي فعلاً؟ والله شيء جميل". فأجبته بأن المسرح السعودي بالسنوات الأخيرة وعلى الأقل الثلاث الأخيرة منها هناك تميز وبالذات هذه المجموعة فرقة مسرح الطائف، تميزوا اليوم بما لديهم من تمكن في عبارات الجسد والخفة على الخشبة وإرسال كوميدي بدون افتعال وحظي العرض بجماليات أخرى على المستوى التقني. عزيز خيون مسرحي عراقي
إعادة القيمة أعتقد أن هذا العرض أعاد قيمة المسرح السعودي لما يحمله من الفكر والطاقة الإيجابية التي لمسناها من أداء الممثلين، عرض سلس يحمل تكنيكا وإيقاعا عاليا وأداء محكما، الممثل مثقف على خشبة المسرح وليس ممثلا مؤديا، لامسني العرض بشكل كبير من خلال البناء الدرامي العكسي للنص، هذا العمل يعتبر عملا أكاديميا لا يقل عما يقدمه المسرح التونسي والعراقي وكثير من الدول التي يعتبر المسرح لديها احترافيا، أعجبت بالحميمية بين أفراد العرض، وأعتقد أن اليوم هو بداية المهرجان لأن ما شاهدناه في الأيام الأولى للمهرجان لم يكن في المستوى المطلوب، هذا العرض أخذنا إلى مكان آخر يناقش همومنا جمعيا بأسلوب كوميدي جميل من خلال الأداء المحترف للممثلين. علي السوداني سينوجرافي عراقي