صبغت نكهة أردنية العرض الافتتاحي لمهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة، حيث قدمت فرقة "ظلال" مونودراما "لغز الرواية"، وهي من تأليف وتمثيل مجدي أبو نجم وإخراج بسام المصري، المعروف تلفزيونيا بإخراجه مسلسل نمر بن عدوان. مجدي أبو نجم يؤدي دوره على خشبة المسرح (تصوير: حسين آل رضوان) المصري الطالع من عالم التلفزيون والحاصل على شهادة جامعية في الإخراج التلفزيوني، قدم عرضه المسرحي في المهرجان، وسيقدم دورة في إعداد المخرج المسرحي. يعرف عن العرض المونودرامي أنه من الفنون الصعبة، التي تحتاج إلى مواصفات تختلف عن مواصفات العروض المسرحية التقليدية، فهي تعتمد في نجاحها على نص يملك حكاية ممتعة ذات صوت واحد تحفز المتفرجين على التواصل مع العرض، وعلى ممثل يملك قدرات تجعله قادرا على شد الجمهور إلى أدائه وإلى عرضه. فالخشبة تكون فسحة للممثل، والجدير هو القادر على ملء فراغات الخشبة بالأداء المبدع، فهل انطبقت هذه المواصفات على مونودراما الافتتاح؟! كنا ننتظر عرضاً زائراً مبدعاً يحقق هدف استضافة عروض عربية، حيث ينفتح المسرحيون المشاركون في هذه العروض ويتعرفون عن قرب على ما توصل إليه المسرح العربي من إبداعات، لكن هذا العرض الذي اختير ليكون عرض الافتتاح لم يكن بمستوى ما يصبو إليه مسرحيو المنطقة الشباب، الذين أتاح لهم المهرجان في دوراته السابقة التمرس في العمل المسرحي، ولا يمكن إنكار أن بعض عروض تلك الدورات قد تفوقت على ما شاهدوه، وهذا لا يقلل من شأن المخرج والممثل اللذين يملكان نضجاً، إلا أنهما أخفقا في اختيار شكل المسرحية التي يمكن أن تقدم في عرض افتتاحي. فالمونودراما التي قدماها قد لا تتناسب مع افتتاح يكون عادة ميالاً للفرجة، ليكون فاتحة تؤسس لما بعدها من عروض. لكن يكفي المخرج والممثل أنهما أسهما في عملية التبادل المعرفي المسرحي، الذي يهدف إليه المهرجان في أبسط صوره.