بعث لي فهد علي الشهراني وهو معلم من تعليم بيشة كتاباً يقول فيه: نظراً لاقتران التربية بالتعليم ولظهور العديد من السلوكيات السيئة من قبل بعض الطلاب وكثرة مشاكلهم مع معلميهم وعدم احترامهم لهم وعدم معرفة أكثر أولياء الأمور بذلك وبما يدور في المدارس فقد اقترحت مشروعاً أسميته "شركاء العملية التعليمية" وهو عبارة عن نخبة من أولياء أمور الطلاب في كل مدرسة يشاركون المدرسة في العملية التربوية والتعليمية بحضورهم من الطابور الصباحي وحتى نهاية الدوام ويشاركون ويشاهدون بأنفسهم المعاناة التي تعاني منها إدارات المدارس والمعلمين ويرون بأم أعينهم وضع أبنائهم وسلوكياتهم داخل المدرسة، وينتهي ذلك اليوم بتقرير وتوصيات ومقترحات منهم، وبهذا سوف يتم توعية المجتمع الخارجي بدور المعلم كمرب ومعلم ويقف أولياء الأمور على واقع أبنائهم عن كثب في المدارس.. إلخ ويكمل بأنه رفع مقترحه هذا للوزارة وإلى الآن لم يأته أي رد من الوزارة. وفي ظني أن الوزارة لن تهمل أو تتجاهل هذا المقترح أو الرد عليه بخطاب شكر حتى وإن لم تقبله. وأنا أقول كثّر الله من أمثاله ويكفي أن هذا المعلم من تعليم بيشة قد حمل هما كبيرا تعاني منه أغلب المدارس وهي مشاكل الكثير من الطلاب وسلوكياتهم غير الحسنة داخل المدارس فقد أخذ من وقته وجهده وكتب مقترحه أو مشروعه كاملاً من الميدان التربوي "المدرسة" وبعثه للوزارة وهو ليس من طبيعة عمله ولا مطلوب منه القيام بذلك لكنها المبادرة الحسنة والحس الذاتي النبيل، فهل هناك من عذر للوزارة في ألا تنظر لمقترح هذا المعلم وأن تهمش ما كتبه؟ أكرر: لا أظن. بل من المفترض أن تتم دراسة المقترح بشكل جدّي وأن يُعطى حقه من الأهمية فإن تم قبوله فيُجّير باسم هذا المعلم ويعمم على جميع المناطق التعليمية وإن تم رفضه فيتم شكر المعلم على جهده وتذكر الأسباب. وبلا شك إن إتاحة الفرصة للمعلمين وأولياء الأمور والطلاب وجميع شرائح المجتمع في تقديم مقترحاتهم وآرائهم وتشجيعهم على ذلك وعدم تجاهل ما يطرحونه سيسهم بشكل كبير في تطوير التعليم ورُقيّه بإذن الله، بل أقترح أن يكون هناك خط ساخن لكل أمر مهم يمكن أن يسهم في تطوير تعليمنا وإصلاح أبنائنا. وهل هناك أهم من حسن التربية وصلاح الأبناء وتعليمهم العلم النافع؟ ولعل ما نلمسه من وزير التعليم الحالي الدكتور عزام الدخيل من بذل وعطاء وهمة عالية وسعة صدر كفيل بإذن الله أن يتقبل كل مقترح ولا يهمشه وأن تنحو الوزارة بالتعليم نحو الأفضل لنبني جيلاً هم أمل الأمة ورجال المستقبل وعتاد الوطن وعدته.