كشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات اللبنانية عقب التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا بالضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله، أول من أمس، وتسببا في مقتل 44 شخصا وإصابة نحو 239 آخرين أن العملية التي تبناها تنظيم داعش تمت بطريقة جرى التدريب عليها، وشاركت في تنفيذها شبكة منظمة من العناصر التي نفذت وساعدت على وصول المنفذين إلى قلب الضاحية. وقالت تقارير إن التحقيقات توصلت إلى معلومات بأن التفجيرين نفذهما أكثر من انتحاريين بمنطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأمام مركز شيعي في شارع الحسينية بفارق 7 دقائق بين الاثنين، فيما أوضح بيان للجيش اللبناني أن مسلحا أقدم على تفجير نفسه بأحزمة ناسفة، تلاه إقدام آخر على تفجير نفسه قرب موقع الانفجار الأول، مضيفا أنه عثر في موقع الانفجار الثاني على جثة لشخص ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه. وأشارت التقارير إلى أن هناك معلومات تقول إن التفجيرين وقعا بواسطة انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين، وتم تزويدهما بكمية كبيرة من الكتل الحديدية، إضافة إلى قنابل يدوية، من أجل رفع عدد الإصابات. حداد وطني قال وزير العدل أشرف ريفي إنه سيعد مشروعا لإحالة الجريمة على المجلس العدلي بعد استكمال معطيات التحقيق وسيعرضه على أول جلسة لمجلس الوزراء فور الدعوة لانعقاده، فيما أشار وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى أن "الخلافات السياسية قد تجد طريقها إلى الحل بعد جريمة برج البراجنة". وكانت الحكومة اللبنانية قد أعلنت أمس يوم حداد وطني غداة وقوع التفجيرين، فيما أفاد الصليب الأحمر بارتفاع حصيلة القتلى إلى 44 شخصا، إضافة لإصابة 239 شخصا بجروح. كما بدأت عائلات القتلى أمس، تسلم جثث الضحايا ونقلها من المستشفيات وتشييعها في المناطق التي تنحدر منها، بمشاركة المئات من المواطنين، بينما أغلقت المدارس والجامعات والمؤسسات أبوابها حدادا بموجب قرار من رئيس الحكومة.
مليار دولار لتسليح الجيش اللبناني قال وزير المال اللبناني، علي حسن خليل، إن البرلمان أقر قبيل وقوع انفجارين انتحاريين في الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس، مليار دولار لتسليح الجيش الذي يواجه الإرهابيين، على الحدود وفي الداخل. وأضاف خليل في تصريحات صحفية "تم إقرار برنامج تسليح وتقوية قدرات الجيش اللبناني بقيمة مليار دولار، وبانتظار ما ستؤول إليه الهبة السعودية لتسليح الجيش". تفخيخ الدراجات النارية رجحت هذه المعلومات وجود دراجة نارية تم تفخيخها من أجل إحداث تدمير أكبر وأوسع في المنطقة المستهدفة، وهو ما يؤكده حجم الدمار والخراب الذي ظهر في موقع التفجير لاحقا. من جانبه، أكد المدعي العام التمييزي، القاضي سمير حمود، أن وزن العبوة الأولى التي فجرها الانتحاري الأول يصل إلى سبعة كيلوجرامات وضعت داخل دراجة نارية، وهي التي سببت حجم الدمار الكبير في منطقة التفجير، في حين تزن العبوة الثانية التي تفجرت نحو كيلوجرامين، وهي نفس كمية الجزء الذي لم ينفجر من العبوة الثانية.على الصعيد الرسمي، وفيما دانت عدد من دول العالم وبأشد العبارات التفجيرين اللذين وقعا أمس بالضاحية الجنوبية لبيروت، عقد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اجتماعا أمنيا حضره عدد من الوزراء إلى جانب قائد الجيش جان قهوجي ومدير جهاز المخابرات العسكرية وقادة الأجهزة الأمنية العاملة في الدولة اللبنانية.
المملكة تدين الحادث وتعزي أسر الضحايا دانت المملكة العربية السعودية التفجيرين الإرهابيين اللذين شهدتهما العاصمة بيروت أول من أمس، وأسفرا عن سقوط كثير من الضحايا والمصابين. وعبر سفير المملكة لدى لبنان علي سعيد عواض عسيري، عن استنكار المملكة للحادث. كما نقل تعازي المملكة حكومة وشعبا لأسر الضحايا ولحكومة وشعب لبنان الشقيق، مع الأمنيات للمصابين بالشفاء العاجل.