عادت قضايا إجرام العاملات المنزليات الإثيوبيات إلى الواجهة مجددا، بعد أن سددت عاملة منزلية الجمعة الماضي 8 طعنات للطفل غريب اليامي -3 أعوام- خلال نومه في منزل أسرته بحي المونسية شرق الرياض. يقبع الطفل غريب اليامي البالغ ثلاثة أعوام في غرفة العناية المركزة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض وهو تحت تخدير كامل وحالته غير مستقرة، وذلك بعد تعرضه لطعنات متفرقة في جسده من قبل عاملة منزلية إثيوبية غدرت به وهو نائم بمنزل كفيلها الواقع بحي المونسية. وعلى الرغم من أن الطاقم الطبي الذي يشرف على حالة الطفل قد أجرى له عددا من العمليات لإيقاف النزف، إلا أن الوضع الصحي للطفل لا يزال مقلقا لذويه الذين أكدوا ل"الوطن" أن شجاعة أمه الملهوفة عليه حالت دون موته على الفور بعد حادثة الاعتداء. تخطيط وتربص وفي التفاصيل التي سردها أحد أفراد العائلة وهو قبلان اليامي ل"الوطن" فإن علامات الارتباك كانت واضحة على العاملة المنزلية صباح الجمعة الماضية، إذ أنها كانت تردد على مسامع عبارات غريبة مثل "أنا ما فيه كويس اليوم"، وعندما طلبت منها ربة المنزل أن تقوم للعمل رفضت ذلك، فما كان من الأم إلا أن باشرت هي مهام المنزل، وأثناء تنظيف الأم للمنزل في الساعة ال11 من مساء ذلك اليوم وخروج زوجها لارتباطه بمناسبة عائلية، سمعت أنينا يصدر من غرفة ابنها، فذهبت على الفور إليه لتجد العاملة وهي تمسك به وتسدد إليه 8 طعنات في الحلق والفم والظهر، وهي تردد "ما فيه مشكلة.. موت موت". فهجمت عليها ودخلت معها في عراك استمر قرابة الساعة مما أدى إلى إصابتها بعدد من الجروح والكدمات حتى تمكنت من العاملة وأسقطتها أرضا وسيطرت عليها.
نجدة مواطنين وأضاف قبلان أن الأم أغلقت باب غرفة النوم الخاص بابنيها الآخرين اللذين كانا نائمين في غرفة مجاورة ومن ثم حملت ابنها واتجهت به إلى الشارع وهي ملطخة بدماء ابنها ودمائها، وفي هذه الأثناء استنجدت بالمارة لإنقاذ حياة ابنها فصادف ذلك مرور أحد ضباط الحرس الوطني وهو سهيل بن سعود الشيباني ومواطن يدعى مبارك بن قبلان عويدان، حيث نجداها وقدما لها المساعدة ونقلا الابن إلى مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني. ووفقا لما ذكرته مصادر طبية في مستشفى الملك فهد ل"الوطن" فإن حالة الطفل غير مستقرة. وأضاف قبلان أن ما أقدمت عليه العاملة أمر غريب على الرغم من أن والد غريب قد أحضرها من نجران إلى الرياض من أجل إنهاء سفرها إلى بلادها بناء على رغبتها، مع العلم أنها استوفت كامل حقوقها المادية.
القبض على العاملة وعندما اطمأنت الأم على أن ابنها أدخل المستشفى، عادت إلى منزلها واتصلت بزوجها الذي عاد هو الآخر بسرعة، حيث تحفظ على العاملة واتصل بالشرطة التي باشرت الموقع. وذكرت مصادر أمنية في شرطة الحمراء ل"الوطن" أنه تم القبض على العاملة بعد جريمتها وأنها إلى أحيلت إلى قسم الحمراء في ساعة متأخرة من الجمعة بعد نقلها إلى المستشفى نتيجة محاولتها الانتحار بعد نهاية العراك بينها وبين الأم، حيث تبين من التحقيقات الأولية أن العاملة حاولت قطع أوردة معصميها بعد أن نفذت جريمتها.