خالد الدوسري من خلال متابعتي ورصدي بعض ما كتب في الصحف حول ضرورة مواجهة الأباطيل والشائعات التي يقودها قلة منتفعة تسعى إلى تحقيق أهداف خاصة، وما كتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي من حملات ودعوات وافتراءات طالت بعض المؤسسات الوطنية، وقد أسهم في تأجيج المشاعر والتأثير على البسطاء وقيامهم بنقل وإعادة نشر كل ما كتبه هؤلاء المغرضون قد يكون ذلك تم ممن أعادوا النشر بحسن النية بعد تفجيرها من قبل أسماء مستعارة مثل خفافيش الظلام، على الفور تذكرت حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يخاطب أمته، عن حفص بن عاصم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع" رواه مسلم. هذا الحديث يؤكد أن الله قد وهب الناس نعمة العقل لينقّحوا به ما يصل إلى الآذان وليحكّموه فيما ينطق به اللسان، والناس بطبيعتهم يميلون إلى بعض المبالغة أحيانا، وفقا للمناسبة وحسب المتكلم، فإن ذهب المرء يحكي كلّ ما يسمع كان، في غالب الأمر، حديثه مخلوطا بكذب لا محالة نتيجة المبالغة في إعادة الطرح، فالناس، بحكم العادة، "يتوسعون" في كثير من الأحيان، فيما يرون ويحكون، ورواية كل أقوالهم تجعل التوسع العاديّ في الحديث كذبا، إذ صار الكلام رواية تنقل وأحاديث تروى يبني السامع عليها مواقف وآراء، وهي، في بداية الأمر، ما كانت إلا قولا عابرا لم يسمح قائله بنقله عنه، فصار الراوي بذلك كاذبا. فيحثنا الرسول على عدم نقل كل شيء لأن عملية النقل تمر ببعض المبالغات والأكاذيب، فما بالنا بمن ينقلون رسائل ويتداولون حملات مغرضة أساسها الكذب والافتراء، فعلينا توخي الحذر فيما ننقل أو نكتب على صفحاتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأن كل شيء مسجل ومدون، وحتى لا نقع في التحذير من هذا الحديث بأن يقول الإنسان كل ما سمعه وتصاحبه مبالغة أو زيادة أو نقصان، مما يدخله في دائرة الكذب وتضليل الآخرين. فالصدق نجاة وعدم الخوض في دوائر الشائعات والأكاذيب سواء بالترويج لها أو كتابتها أو المساهمة بقصد أو دون قصد في نشرها وتأثر الآخرين بها، علينا جميعا أن نواجه الشائعات والأباطيل والرد عليها من خلال نشر الحقائق التي نراها بأم أعيننا يوميا للحد من عمليات التضليل التي يقودها قلة من البشر يطلون علينا بأساليبهم وأباطيلهم.