أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن الكذب أصل كل فساد ومصدر كل بلاء ولا يتفق مع أخلاق المؤمنين. وقال سماحته في خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله «إن الكذب ضلال وباطل وريبة» وحذر المسلمون من ذلك، مضيفا «يجب على المسلم أن لا يكون منقادا للأباطيل والأكاذيب»، مبينا أن الصدق من أخلاق المؤمنين وأن الكذب من أخلاق المنافقين. وأوضح أن من مفاسد الكذب أنه يهدي إلى الفجور، وأن الفجور يهدي إلى النار، مستشهدا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وأن الفجور يهدي إلى النار ولايزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا). وبين أن للكذب صورا متعددة ومجالات كثيرة، منها الكذب على الله بأن يخبر عن الله خلاف الواقع، ومن ذلك أن يفسر كلام الله على خلاف المراد لنا فهذا من الكذب والزور والتدليس، كما أن من أنواع الكذب أن ينسب إلى الله تحريم شيء أو حله. وقال سماحته إن من أنواع الكذب، الكذب على محمد صلى الله عليه وسلم لأنه من كبائر الذنوب كونه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، والكذب عليه افتراء، يقول صلى الله عليه وسلم (إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، كما أن من صور الكذب أيضا على الله اليمين الكاذبة لقوله صلى الله عليه وسلم (من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه لقي الله وهو عليه غضبان). وأوضح أن من صور الكذب، الكذب لإضحاك الناس وتسليتهم يقول صلى الله عليه وسلم (ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له). وأشار إلى أن المبالغة في المدح والثناء على الإنسان بما ليس فيه قد يكون فيه شيء من ذلك، فلا يجب المبالغة (فإذا قلتم فاعدلوا) أما المبالغة في الثناء لأجل رفع منزلة الإنسان وأنت تعلم خلاف ما تقول فهذا من الكذب. وأوضح أن من الكذب نشر الأكاذيب وأنت تعلم أنها كذب، لقوله صلى الله عليه وسلم (من حدث حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)، كما أن من أنواع الكذب، الكذب على الصغار من الأم والأب فيخبرونهم بخلاف الواقع فينشأوا ينطقون الكذب. وزاد «الدعايات للسلع والترويج لها بالأكاذيب والأباطيل نوع من أنواع الكذب، كأن يقول صفاتها كذا وميزاتها كذا وهي خلاف ذلك». وبين أنه ليس هناك ما يسمى كذبا أبيض وكذبا أسود لأن الكذب محرم عند الله إلا فيما استثني فيه صلى الله عليه وسلم في قوله (لا يجوز الكذب إلا في ثلاث، في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل لامرأته) وقال إن الكذب للإصلاح بين الناس كأن تصلح بين أخوين أو بين صديقين وأيضا حديث الرجل لامرأته حديث المحبة والمودة. واستطرد أن من الكذب البدع والخرافات فما نشأت البدع والخرافات بين المسلمين إلا بالأكاذيب والأباطيل، مبينا أن مهاجمة الوحي وسب الصحابة إلا بأسباب الكذب وما ملئت الشاشات التلفزيونية والقنوات الفضائية إلا بالكذب والافتراء.