فيصل الحروش الجربا يقول أحد المحتجزين لدى قوات تنظيم داعش الإجرامي "كنا في عداد الأموات.. فقد أعدموا زملاءنا وحكموا علينا بالإعدام.. وأرسل الله لنا بقيادة مسعود برزاني قوة استطاعت تحريرنا.. فكتبت لنا الحياة من جديد". موقف الأكراد وقوات البيشمركة الأسبوع الفائت من تحرير 69 رهينة سقطت بأيدي قوات التنظيم الإرهابي داعش في الحويجة، موقف مشرف يسجل لأقليم كردستان. وهو سلسلة لعطاءات كبيرة وتضحيات جليلة قدمها الأكراد طيلة السنوات الأخيرة. عندما يأتي مواطن عراقي من الحويجة خاض تجربة الاعتقال والتعذيب على يد مجرمي داعش، ويقول عن الرئيس مسعود برزاني "الوالد" فهذه المرحلة توحي بأننا في العراق بدأنا الوقوف صفا واحدا بكافة مكوناتنا المذهبية والعرقية أمام تطهير العراق من مجرمي داعش. من خلال معايشتي للوضع العراقي، هناك توافق كبير جدا بين رؤية القيادة السياسية في إقليم كردستان ومواقف الدول الخليجية بقيادة السعودية للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة من جميع التنظيمات الإرهابية. بعد عام 2003 وحتى اليوم نستطيع أن نقول إن الرئيس مسعود برزاني نجح بامتياز في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار والتطور لإقليم كردستان العراق طيلة تلك السنوات، الأمر الذي لم تحققه كل الأقاليم العراقية التي شهدت مآسي وكوارث وشلالات من الدماء، خسرت العراق كثيرا من أبنائها ممن حاولوا إشعال الفتنة الطائفية، وممن دخلوا في تنظيمات إرهابية عطلت مسيرة الحياة بكافة أشكالها. وحين قامت داعش باحتلال الموصل وجزء من كركوك ومحافظة صلاح الدين ومحافظة الأنبار فتح إقليم كردستان أبوابه واحتضن اللاجئين من هذه المحافظات، ومن ضمنهم أناس كانوا يسيئون إلى كردستان، حيث تم غض النظر عن ماضيهم، واحتضنوهم كما الأب يحتضن أبناءه. فتجربة الأكراد اليوم، ومواقفهم المشرفة طيلة السنوات الماضية (سواء المواقف الشخصية أو العامة للشعب) تعتبر أنموذجا يحتذى به، فلو أردنا أن نحقق ما حققه الأكراد في كردستان العراق فينبغي لنا دراسة تلك التجربة والاستفادة من عناصر القوة فيها، ومن ثم تعميمها على كافة الأقاليم العراقية ليس لأمن وازدهار العراق فقط بل لمنع التطرف والقتل والإرهاب في كامل منطقتنا العربية.