اندلع خلاف واسع بين ميليشيات التمرد الحوثي، على خلفية نشر وثائق سرية تكشف الفساد الذي تمارسه بعض مراكز القوى داخل الجماعة، وقال شهود عيان إن الانقسامات التي تفشت داخل الحوثيين لم تعد محصورة بينهم، بل تسربت إلى الخارج، وذلك عن طريق تسريب بعض أجنحة الصراع وثائق تكشف فساد الآخرين. وكانت "الوطن" قد نشرت في عددها رقم 5505 الصادر يوم الاثنين الماضي، خطابا سريا موجها من المشرف الحوثي في مديرية جهران، أحمد محمد شملان، للمشرف على محافظة ذمار، أبو عادل الطاووس، كشف فيها حجم الصعوبات التي تواجه الجماعة المتمردة، بسبب الخسائر التي تتلقاها على أيدي قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، إضافة إلى الضربات الموجعة التي توجهها لها طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة. اعترافات بالجملة واعترف شملان بمقتل 133 من ميليشيات الانقلابيين بأيدي المقاومة، إضافة إلى مقتل 29 من القيادات الميدانية في المديرية، و27 من جنود وضباط الحرس الجمهوري. وكشف أنهم اضطروا لدفن 97 من القتلى دون علم ذويهم، خشية ردة الفعل التي يمكن أن تحدث منهم. كما تحدثت الوثيقة عن فساد مالي، وأقرت بأن المتمردين يقومون بتسهيل بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء، لتوفير عائدات مالية. وقال مصدر بمحافظة ذمار إن نشر الوثيقة تسبب في حالة من الغضب الشديد، حيث اتهم المشرف على المحافظة أبو عادل الطاووس بعض مساعديه بأنهم "خونة"، متوعدا بأن من تسبب في نشر الوثيقة "سيجد عقابه الصارم". تبادل الاتهامات وأضاف المصدر أن الطاووس اتهم معاوني المحافظ المقال حمود عباد بأنهم يقفون خلف تهريب الوثيقة، لإضعاف سلطته وإظهارها بمظهر المنفلتة، ودعا إلى تغيير موظفي المحافظة، وتعيين طاقم جديد من حوثة صعدة، كونهم أكثر ولاء، حسب قوله. إلا أن عباد رفض تلك الاتهامات، وشكك في سكرتارية اللجنة الثورية العليا الذين قال إنهم يحصلون على نسخ من المذكرات أولاً بأول. وأشار إلى أنها مخترقة من قبل رجال المخلوع، علي عبدالله صالح. بدوره، قال المحلل السياسي سليم العليمي إن مثل هذه التصرفات شائعة الحدوث وسط بيئات الانقلابيين، مؤكدا أنها تعبر عن الثقافة التي يحملونها.