أمام الخسائر المتلاحقة التي ظلت تلاحقهم، لم تجد ميليشيات التمرد الحوثي في ذمار بدا من طلب العون العسكري العاجل من قيادتها لمواجهة التقدم السريع لمقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية. وأقر المحافظ المعين من قبل المتمردين أبوعادل الطاووس بالخسائر التي تكبدتها ميليشياتهم في الأرواح والمعدات، مشيرا إلى ازدواجية القيادة بين جماعة الحوثي وقيادة الحرس الجمهوري التابع للمخلوع، الذين اتهمهم بفتح أكثر من جبهة دون النظر إلى عواقب ذلك. وقال إن الحرس فتحوا لهم جبهات للقتال بهدف توريطهم في ميفعة عنس والحداء وعتمة، بالتزامن مع جبهة يريم والرضمة المشتعلتين، وهو ما اعتبره الطاووس فخا محكما من المقاومة الشعبية، بهدف تشتيت جهود المتمردين وشغلهم بالقتال في أكثر من جبهة. وأشارت المذكرة التي بعثها الطاووس للحوثي إلى الخسائر الكبيرة التي حاقت بهم في الأرواح والمعدات العسكرية، مؤكدا أنها تسببت في انهيار الروح المعنوية لمقاتليه. مضيفا "حرب الاستنزاف التي يتعرض لها الأفراد في مدينة ذمار ومديريات جهران وجبل الشرق وضوران وعنس والحداء، أفقدتنا عشرات العناصر المسلحة"، مبديا مخاوفه من انفلات الأمور وسيطرة الميليشيات، وقال إن ذلك يتطلب توجيها إلى قيادة وزارة الدفاع أو الحرس الجمهوري لتعزيزهم بكتيبة من القوات الخاصة. مؤكدا أنهم لمسوا "خيانة" وتراخيا في القتال من قبل ضباط الحرس الجمهوري. وكانت طائرات التحالف قد شنت غارات جوية عدة على تجمعات للحوثيين في مديرية عتمة بمحافظة ذمار بعد استعادتهم السيطرة عليها، واستهدفت الغارات الجوية المجمع الحكومي بذمار، إضافة إلى نقطة أمنية تابعة للحوثيين. كما أشارت مصادر ميدانية إلى تجدد المواجهات العنيفة بين رجال المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وحلفائهم، وأضافت أن رجال المقاومة أحبطوا وصول تعزيزات عسكرية للمتمردين في مديرية عتمة. وأكدت وقوع حالات فرار جماعي لمقاتلي ميليشيا الحوثي وحلفائهم على متن ثلاثة أطقم من المديرية باتجاه مديرية آنس جراء ضربات المقاومة الشعبية عليهم". وقال مصدر في المقاومة الشعبية في مديرية عتمة بمحافظة ذمار، أنهم ألقوا القبض على أحد القادة الميدانيين الحوثيين خلال المواجهات التي جرت في عدد من مناطق المديرية. وأكد المصدر أن القيادي الميداني في ميليشيات الحوثي عبدالمؤمن الجرموزي المكنى "أبومالك" وقع في الأسر مع عدد من مسلحي الحوثي، بينهم اثنين من أبناء قيادي حوثي يدعى الشرفي.