شيعت جموع غفيرة من منطقة نجران أمس شهيدي مسجد المشهد، اللذين استشهدا إثر عمل إرهابي غاشم استهدف المصلين بعد صلاة مغرب أول من أمس في مسجد المشهد بمنطقة نجران. وأدى مئات المواطنين في جامع ركبان أمس صلاة الجنازة على شهيدي الوطن أحمد مرضمة وسالم الزقزق وتم تشييعهما في مقبرة حي الفيصلية. وقال ابن الشهيد الأول سعيد مرضمة في تصريح إلى "الوطن": " نحن فداء لديننا ومليكنا ووطننا وماضون في نصرة الدين والدفاع عن الوطن، مؤكدا أن والده كان حسن الخلق ومحبوبا من جميع زملائه، وأن الجميع يتمنون الموت شهداء في سبيل الدفاع عن الوطن، وأن رجال الأمن قادرون على دحر العدو بالتضافر مع قيادتنا حفظها الله". وعن تلقيهم نبأ استشهاد والده قال: اعتاد والدي منذ 20 عاما مضت على صلاتي المغرب والعشاء بالمشهد نفسه وتربطه علاقة حميمة أشبه بالأخوة بالشهيد الزقزق، وأول من تصدى للإرهابي هو والدي رحمة الله، رغم فارق السن بينهما إلا أن قوة والدي استمدها من الله ومن إيمانه به في الوقت الذي كان طمع الإرهابي التعمق داخل المشهد وحصد ما فيه من المصلين. وأضاف: مع استمرار عصابة الإرهاب في استهداف الأحياء المدنية وبيوت الله بيد الغدر، نعلن وفي تحد قوي أن تلك الأيادي الماكرة لن تزيدنا إلا شجاعة. من جهته، قال العميد متقاعد محمد حسين مرضمة: "لن نبكي شهداء اختاروا الآخرة على الدنيا لن نبكيهم وقد استشهدوا في بيت تقام الصلاة فيه وتلاوة القرآن فما أعظمها عند الله من خاتمة". في المقابل، أضاف ابن الشهيد سالم الزقزق قائلا: الحمد لله على قضائه وقدره ووالدي شهيد الوطن مات وهو في بيت من بيوت الله حيث اعتاد الصيام كل يوم إثنين والصلاة بالمشهد، إذ إنه يأخذ هناك الوقت الكافي بعد صلاته في ركن من أركان المشهد مع رفيق دربه أحمد مرضمة، وأراد الله اختيارهما شهيدين، وكلنا نفخر باستشهاده، داعيا الله أن يتغمده برحمته.