كشف رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي سعيد آل مرضمة، اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهاد والده الثمانيني "علي أحمد آل مرضمة" في مسجد المشهد بحي دحضة بنجران مغرب الاثنين، والذي ذهب ضحيته شهيدان أحدهما والده و20 مصاباً. وأشار إلى أن والده "اعتاد ارتياد المسجد يومياً في فرضي المغرب والعشاء"، مضيفاً أن "مشيئة الله اقتضت أن تكون صلاة المغرب خاتمة لمشاويره اليومية".
وقال سعيد: "والدي كان صائماً ودخل المسجد ومعه إفطاره، ثم أدى تحية المسجد، وتناول بعدها إفطاره، ثم أدى صلاة المغرب".
وأوضح أن والده تعوّد "اللجوء لأحد أركان المسجد للخلو بنفسه والجلوس لذكر الله".
وعن اللحظات الأولى للحادث الإرهابي قال في حديثه الليلة لأخبار mbc: "بعد أن استند والدي إلى أحد أركان المسجد فجأة دخل الإرهابي المجرم لتحدث مشادة بينه ووالدي -رحمه الله- نتج عنها تفجير الإرهابي نفسه بعد يأسه من الوصول إلى صفوف المصلين".
وأردف: "كان والدي أول من سقط شهيداً على أرض المسجد طاهراً متوجهاً إلى القبلة، ولله الحمد والمنة".
وأوضح أن سبب المشاجرة بين والده والانتحاري كان منع والده الانتحاري من التقدم إلى داخل المسجد.
وأضاف: "والدي هو أول من واجه الانتحاري، وهو يريد الدخول إلى بوابة المسجد، حيث اشتبه فيه والدي؛ لكونه يلبس ملابس غريبة؛ والتي كانت عبارة عن ملابس شتوية لتخفي الحزام الناسف الذي كان يرتديه".
وأضاف: "أعقب ذلك شجار بينهما نجح من خلاله والدي من إبعاد الإرهابي من مكان المصلين الذي أيقن أنه لن يتمكن من الوصول إليهم وتنكشف غدره وخيانته، ففجر نفسه".
وتحدث "سعيد" عن حياة والده قبل الحادث قائلاً: "كان والدي -رحمه الله- بعد حادثة تفجير الدالوه شغوفاً بمتابعته للأخبار والأحداث السياسية في أغلب الأحيان".
وتساءل: "كيف يحدث الموت والقتل من الحزام الناسف؟!" واصفاً والده "علي أحمد آل مرضمة" بأنه "جسد خلال حياته معاني التسامح والتعايش مع الآخر، نابذاً كل أنواع التطرف الديني أو القبلي، وكان يقول: يجب أن نتعايش مع أي إنسان".
وأشار إلى أن والده كون صداقات كثيرة مع الأمريكان والبريطانيين وغيرهم إبان إقامته في المنطقة الشرقية، وبعد انتقاله إلى نجران، لافتاً إلى أن موقع عزاء والده "تحول إلى كرنفال كبير شارك فيه أبناء نجران، كما أن سيل الاتصالات بالتعزية من داخل وخارج المملكة لم يتوقف".
ودعا إلى تذكر الملحمة البطولية التي قدمها والده في التصدي للإرهابي وتجنيب حصد مزيد من الأرواح.