على الرغم من أن شبكات المياه بمركز بللسمر شمال منطقة عسير تجاوز تاريخ إنشائها ال 33 عاما إلا أن مديرية المياه بمنطقة عسير لها رأي مختلف في جدوى عدم استمرارها والعودة إلى آلية العمل بصهاريج المياه عبر محطات صغيرة وأشياب معدودة. الأهالي في مطالبهم يرون أن الشبكة الحالية والتي توقفت منذ نحو 15 عاما لو تمت صيانتها وضخ المياه عبرها فإن ذلك سيكون أكثر جدوى وأقل كلفة عليهم وأقل تلوثا للبيئة. مطالبات ملحة بعد تأسيس مشروع شبكة المياه ببللسمر والبدء بتشغيله كمشروع طموح يلبي مطالب الاكتفاء المائي لقرى وسط بللسمر لم يلبث أن تراجعت نسبة الإنتاج فيه لتتوقف بصورة نهائية لأسباب تعود إلى تراجع مناسيب المياه في الآبار المحلية المغذية للمشروع والقصور الكبير لمستوى الصيانة في موزعات الشبكات الفرعية الموصلة للمنازل، مع تجاهل الاستفادة من مشروع التحلية المفتتح حديثا ليكون مصدرا أساسيا لتوريد المياه. كما أن رغبة الأهالي في إقرار مشروع صيانة حقيقي وفعلي للشبكة القائمة بتمديداتها الفرعية داخل ما يزيد على 25 قرية سيحقق نسبة اكتفاء مرضية وسيكون الحل الحيوي. الأهالي يؤكدون أن تجاهل الاستفادة من مياه التحلية سيحرم المنطقة من أهم الروافد المائية وسيعرقل ما يزيد عن 60% من المستفيدين من هذه الشبكات بعد صيانتها وإعادة تشغيلها بعد مراحل من التعثر المستمر لمشاريع السقيا الحالية والتي لم تحقق الحد المرضي للمواطنين، كما يرى الأهالي أن التعطل شبه الكامل في عمل شبكات المياه بمركز بللسمر منذ نحو 15 عاما مؤشر واضح على غياب الرؤية الاستراتيجية لدعم هذه المشاريع الحيوية وأن التوقف التام عن توسيع نطاقات الخدمة مجددا لتشمل كامل حدود النطاق العمراني وفق آليات زمنية واضحة ومحددة دليل على ذلك. شبكة جديدة وكان أبرز المطالب من قبل الأهالي هو اعتماد مشروع شبكة جديد وحيوي يغطي كامل بللسمر وينهي معاناة عقود متتالية بعد تعذر وصول المياه عن طريق الصهاريج لبعض التجمعات السكانية الجبلية بسبب الرفض المتكرر من سائقي تلك الصهاريج لصعوبة التضاريس الجغرافية. وبنقل ملف المطالبات إلى المتحدث الرسمي لمديرية المياه بمنطقة عسير المهندس علي القاسمي أكد أن شبكات مياه بللسمر تعتبر بالمفهوم الفني والإطار العام "مشاريع مياه مصغرة" وتوزعت في هذا المركز في مناطق إثنين بللسمر، آل عينين والغرسة، غاشرة، بني بجاد وخارف بللحمر، آل جبل بخارف بللسمر، وتم تنفيذ هذه المشاريع على فترات متوزعة ومبكرة انطلاقا من عام 1403، وانتهاء بمشروع تم تنفيذه عام 1422، وكان بمثابة تغذية مناسبة في ذلك الوقت للسكان ومرتبطا حجمها ونطاقها بتوفر مصادر المياه وحجم السكان، وكذلك تواجد مؤشرات فنية مناسبة للتنفيذ، وإن كانت كما أشير إلى ذلك في السابق "مشاريع مياه مصغرة". إحصاءات المشروع القاسمي يوضح أن مشروع بللسمر ب3 خزانات، اثنين أرضيين سعة كل واحد 200 متر مكعب، وثالث أرضي سعة 100 متر مكعب، ومشروع آل عينين على ذات العدد من الخزانات بسعة 60 مترا مكعبا لكل واحد منها، فيما يحوي مشروع مياه "غاشرة " على خزان عال بارتفاع 12 مترا وسعته 40 مترا مكعبا، ومشروع مياه بني بجاد خارف بللحمر على خزان أرضي سعته 60 مترا مكعبا، ومشروع مياه آل جبل خارف بللسمر على خزان واحد أرضي سعته 60 مترا مكعبا. وتضخ الشبكات الحالية "مشاريع المياه المصغرة" أكثر من 200 متر مكعب يوميا في مجمل هذه الخزانات مع ضرورة الإشارة إلى تأثر هذه الكميات "بمعدل سقوط الأمطار وكون مياه الأمطار تسهم في رفع هذا المعدل، ويبلغ عدد المنازل المستفيدة من هذه المشاريع المصغرة نحو 620 منزلا في مجمل هذه المشاريع، وهو بالتأكيد لا يشمل جميع المنازل لتاريخ إنشاء هذه المشاريع. الرؤية الاستراتيجية وأضاف القاسمي: الرؤية الاستراتيجية لمشروع المياه ببللسمر ترى ملاءمة إنشاء محطات التوزيع في هذه الفترة لكونها تخدم شريحة أكبر من خلال محطات التوزيع التي تم تنفيذها أوالتي تحت التنفيذ، وتتوزع على محافظات منطقة عسير، ومحطة التوزيع تؤدي دورها بشكل مناسب ولنطاق أكبر وبما يتلاءم مع تناثر السكان وطبيعة المكان وصعوبة التوسع فنيا في قرى المركز، وفي هذه الرؤية الاستراتيجية من إنشاء محطات التوزيع شمولية في الخدمة واستفادة مثالية من كميات المياه المتوفرة. عقبات وحلول وعن أبرز العقبات يؤكد القاسمي أن عدم كفاية المصادر الحالية، ووجود بعض المنازل في مواقع أعلى من مستوى الخزانات مما يصعب معه وصول المياه إليها، كما أن للشبكات المنفذة عمرا افتراضيا في المقام الأول، ويكون لهذا السبب دور في استنزاف تام لأعمال الصيانة مع قلة في توفر المصادر المائية في الوقت الحالي الكافية لهذه الشبكات.