لن نتحدث اليوم عن نهوض المارد الألماني من تحت أنقاض الحرب العالمية الثانية! وتكويم مخلفاتها حتى أصبحت جبلا ضخما يحسبه الغافل جبلا طبيعيا! وهو ركام ملايين المجنزرات النازية التي نمى عليها العشب وأزهر... فصارت مرجا أخضرا يخفي الآيات لمن أراد أن يتفكر! ونقيض ذلك يتمثل في ركام "الفرد العربي" الذي تحول إلى رقم صفري على يسار أطلس العالم الحديث! سبب ذلك غرس العائلة مفاهيم "العمل الفردي" في عقول الأطفال! بدلا من تنمية قدراتهم على "العمل الجماعي" منذ الصغر! هذا ما نراه من تدافعهم البوهيمي في الطوابير! وأنا الأول وأنت الأخير! ذلك أننا لا نزرع في أبنائنا "بذرة التعاون" المتمثلة في تدريبات إخلاء المدارس عند الحرائق وأغاني الكورال والمسرح وتنظيف الفصول وغيرها من المهارات الجماعية! ويجدر بالذكر لمن أطرق الفكر: أن التنظيف الجماعي هو عَرَض لمرض التوسيخ الفردي الذي يقوم به الطلبة أمام الأساتذة المتواطئين بالغفلة! هل السبب هو النفخ اليومي في لهيب "غريزة الأنا" عند الصغار؟ "أريدك تطلع الأول على زملائك! مين فيكم أحسن؟ أسرع؟ الخ". فيبدأ الأطفال في استخدام كلمة "أنا بدلا من نحن"، فيصبحوا كاليرقات المتناحرة على أوراق زهرة البابونج! بدلا من كتيبة بيادق على رقعة شطرنج! ثم يكبر أبناؤنا وتكبر معهم مفاهيم "الأعمال الفردية" وتتحول إلى "أنانية شخصية"، حريصة على استكراد واستغباء المجتمع، ثم تكتمل الصورة بنفحات بركات أمثالنا الشعبية "أنا ومن بعدي الطوفان"، و"أنا أجري على أكل عيشي، فأدهس الناس وأقول معليشي"، حيث يسمى علم الاستدلال بالأمثال الشعبية في معرفة أخلاقيات الشعوب "بيرمي- يوغرافي" المتفرع من علم الأمثال الشعبية "بيرمي يولوجي". وقد ذكرنا ذلك لبيان حصول تشريع فولكلوري للصفات الفردية! وإخفاء مساوئها وراء الأمثال الشعبية! فأهلكت الحرث وضاعفت النسل "الأنانية والرغبة في الخِلفة داخل بلاد الاكتظاظ السكاني، ثم رمي الأطفال على عاتق الدولة أو في الشارع"، فتضاعف الأنام! وتدافعوا كالهوام على الطعام! نفسي نفسي، بدلا من أخي ومجتمعي!