كشف البيان الذي تبنى فيه تنظيم داعش الإرهابي حادثة حسينية الحيدرية بسيهات عن تخبط وعدم دقة تنفيذ أفراد التنظيم لعملياتهم الإرهابية المحددة والمعد لها مسبقا؛ حيث أظهر البيان استهداف منفذ العملية لحسينية الحمزة بسيهات في حين تم تنفيذ العملية في حسينية الحيدرية الواقعة في منطقة مقابلة لمسجد الحمزة والذي أسماه التنظيم في بيانه بحسينية الحمزة، وأطلق عليه مسمى معبد الشرك. وبالرغم من استهداف الإرهابي لحسينية الحيدرية بحي الكوثر وما حولها من منازل إلا أن مسجد الحمزة لم يكن بعيدا عن الحادث، إذ شهد من كانوا في المسجد الطلقات الأخيرة التي قضت على الإرهابي من رجال الأمن؛ حيث سقط قتيلا قبل مسجد الحمزة بأمتار قليلة بعد أن قطع الشارع العام الفاصل بين حي الكوثر مكان الحادث وحي غرناطة المقابل له. ويؤكد أحد شهود العيان في موقع إطلاق النار وأحد المتطوعين بحسينية الحيدرية محمد علي تخبط التنظيم في الموقع، إذ إن الإرهابي نزل من السيارة التي أقلته على الشارع العام المؤدي إلى حسينية الحيدرية في حين كان مسجد الحمزة خلفه في الشارع المقابل، ولكنه توجه قاصدا الحسينية والمعروفة بالتواجد الكثيف للمستمعين فيها، حيث كانت الفعالية الرئيسية المقامة فيها في وقت الحادث بينما خلا مسجد الحمزة في ذاك الوقت من أي فعاليات. وأشار علي إلى أن الإرهابي مر راجلا من بين المنظمين الواقفين قبل الحسينية، والذين يعملون على إرشاد السيارات إلى أماكن المواقف وبعد مروره عليهم بلحظات بدأ بإطلاق النار في الهواء ليثير الهلع بين الموجودين قبل أن يبدأ بإطلاق النّار العشوائي على المتوجهين إلى الحسينية، ولم يتمكن من الاقتراب من الباب الرئيس لوجود حواجز أسمنتية مرتفعة محيطة بها. وأضاف أن الإرهابي أخذ يطلق النار على المارين بشكل عشوائي واستهدف مداخل الحي المقابلة للحسينية وهو يهرول مبتعدا عن الموقع ويطلق النار لنحو 10 دقائق حتى تم إيقافه من قوات الأمن على الطريق العام الذي جاء منه ولكن من الناحية المقابلة القريبة من مسجد الحمزة. وتعد الحسينية الحيدرية من أكبر الحسينيات في المنطقة الشرقية ومشابهة لمسجد الإمام الصادق بالكويت الذي استهدفه تنظيم داعش في رمضان الماضي من حيث البناء وتنظيم الخدمات، كما أن القائمين عليهما يعرفون بالشيخية، وهم يمثلون قلة على مستوى المنطقة الشرقية أو على مستوى الخليج.