غيرت جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، في نسختها الأخيرة شروط قبول الروايات المرشحة للجائزة، التي تأسست عام 2007 في الإمارات بتمويل من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبدعم من مؤسسة جائزة بوكر البريطانية. وتمنح الرواية الفائزة خمسين ألف دولار أميركي بالإضافة إلى عشرة آلاف دولار للروايات الست التي تأهلت للقائمة القصيرة. وإذا كانت الرواية في السودان تذكر دائما مرتبطة بالراحل الطيب صالح، فإن جيلا من الروائيين السودانيين نافس بقوة على نيل جائزة البوكر منذ تأسيسها، وإن لم يحظ بالفوز بها أي كاتب منهم حتى الآن.
تجويد العمل دار النشر هي التي تملك صلاحية الترشيح للبوكر، وإذا كان الناشر مثقفا، أو يستعين بمن يقرأ له ، فإنه قطعا سيرشح النصوص الأقوى بغض النظر عن شهرة كتابها، والدار إذا فاز أحد كتابها تستفيد فقط من زيادة تداول الكتاب وإمكانية إعادة نشره، وهناك دور نشر تضع في عقودها بندا عن اقتسام الجوائز مع الكتاب، وهكذا لكل دار طريقتها. لا أعرف مسألة الترشيح حقيقة، فهو ربما يخضع للمجاملة أو عدم المعرفة من الناشر بما تقوله النصوص التي لديه، والفنيات التي تحملها، فيرشح أي شيء، وبالنسبة لمنح الجوائز، المسألة عائدة في النهاية لذوق المحكمين، ولا معيار ثابتا في منح الجوائز، النص ينبغي أن يكون مكتملا فنيا، ولغويا والمعمار والفكرة والموضوع، وعلى الرغم من ذلك قد لا يفوز لأن لا محكم تذوقه، وأعطاه صوتا. أمير تاج السر تغيير المعايير
الآلية الجديدة لمصلحة الجائزة. وهذا بالتأكيد مفيد للكاتب ومفيد للدور الجادة. بحسب هذه الآلية سيحتاج الكاتب الذي يطمح في البوكر لتجويد العمل. هذه الجودة سيعود أثرها على الكاتب نفسه وعلى الدار. وأظن أن إقرار هذه الآلية الجديدة تأخر كثيرا. لا أقدر أن أطلق القول بأن هناك مجاملة في الترشيح. لكن بالتأكيد العلاقات الشخصية بين بعض الكتاب والناشرين قد تؤثر في اختيارات بعض الدور للروايات التي ترشحها. إلى حد كبير نجد خروج أسماء كبيرة من منافسات البوكر في عدة سنوات، ما يجعلنا نظن أن المجاملة ليست حاضرة، على الأقل بقوة. تغير لجان الجوائز كل فترة يجعل المعايير متغيرة. لكن في النهاية يبقى عامل الذائقة والتقدير هو السائد. لو كانت هناك معايير محددة منضبطة لكُتبت الروايات على نسقها واستوفتها لتفوز. حمور زيادة
فاعلية دور النشر ضبطت البوكر هذه المرة دور النشر بالعديد من الشروط التي انعكست على تقليل عدد الروايات المرشحة من 180 إلى 159، والمسألة في نهاية الأمر نسبية تخضع لعوامل مثل اسم الكاتب وحجم المبيعات ونجاح الرواية المعينة، بالإضافة إلى أن الصداقات يمكن أن تلعب دورا.. في البلدان العربية الترشيح عبر دور النشر أقل فاعلية مما في الغرب، وحتى في الغرب لا يوجد رضا تام حول الاختيارات في الغالب حيث تثير الجدل، وهو مستمر يتعلق بطبيعة الجوائز غالبا.. وقد تتدخل عوامل كأمزجة اللجان، وإن كانت البوكر تغير اللجنة من عام لآخر لتلافي هيمنة شكل واحد من الرؤية. المعايير شيء نسبي، ولكن ثمة معايير مسبقة وضعتها لجنة الجائزة مثل استيفاء الرواية للشروط المعيارية من حقوق النشر والرقم الدولي والنشر بطريقة قانونية وغيرها.. بعدها تأتي شروط العمل في كونه رواية أم لا. عماد البليك أبرز شروط الجائزة • الجائزة خاصة بجنس الرواية. • لا تتأهل الكتب المنشورة إلكترونيا. • لا يمكن للكاتب أن يرشّح روايته بل دار النشر. • مرور ما لا يقل عن عامين للدار في ممارسة النشر. • أن يكون لديها قائمة منشورات روائية متاحة علنيا تثبت نشاطها. • لا تُقبل الروايات المنشورة من قبل كاتبها • ترفض الروايات المنشورة بموجب اتفاق تجاري يقضي بأن يدفع الكاتب مالا للناشر لكي ينشر روايته. • في حال كون الناشر شركة، وكاتب الرواية هو المالك لمعظم أسهم الشركة أو المتحكم في الشركة، فإن الرواية تصبح غير مقبولة للترشح. • للجنة التحكيم الحقّ إذا ما رأت ذلك ضروريا، النظر في روايات صدرت ولم ترشح بواسطة منسقة الجائزة التي تدعو دار النشر المعنية بترشيح العمل الذي طلبته اللجنة.