كشف تقرير قدمته منظمات مدنية يمنية أمس أن نحو 200 طفل قتلوا خلال ستة أشهر بنيران الحوثيين وحلفائهم في تعز. وقال مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني بتعز في مؤتمر صحفي، إن 194 طفلا قتلوا برصاص وقذائف ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في الفترة من 15 مارس إلى ال30 من سبتمبر الماضيين، مشيرا إلى أن معظم الأطفال القتلى سقطوا خلال القصف العشوائي العنيف الذي تشنه الميليشيات على الأحياء السكنية، التي لا تشهد أعمالا عسكرية، ولا يوجد بها عناصر للمقاومة الشعبية أو الجيش الموالي للشرعية. نيران القناصة وجاء في التقرير أن 38 من الأطفال القتلى سقطوا برصاص القناصة من قوات الحوثي وصالح، كما أصيب نحو 500 طفل بالمدينة، وذلك استنادا إلى إحصاءات المستشفيات. وتحدثت منظمات المجتمع المدني في تعز عن انتهاكات ضد الأطفال بالمدينة، شملت القتل والجرح والاختطاف والتشريد والحرمان من التعليم ومنع وصول العلاج والغذاء والماء، جراء الحصار الذي تفرضه قوات الحوثي وصالح على مداخل مدينة تعز الأربعة. ودعت المنظمات التي أعدت التقرير إلى تحقيق عاجل في تلك الانتهاكات ومحاسبة مقترفيها، وطالبت كافة الأطراف بتجنيب الأطفال والمدنيين ويلات الحروب، وعدم إقحامهم في النزاعات المسلحة. وتضمن التقرير نفسه تداعيات الحرب على الأطفال اليمنيين، مشيرا إلى أن هناك ما يصل إلى 10 آلاف طفل يتيم. مناشدة المجتمع الدولي ودعا التقرير منظمات المجتمع المدني، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، إلى التدخل وإيقاف ممارسات الانقلابيين بحق الأطفال، وكذلك وقف حملات التجنيد التي يمارسها التمرد الحوثي بحق الأطفال القصر، والمطالبة بإعادة التهيئة النفسية للأطفال الذين تم تجنيدهم قسريا في صفوف الميليشيات. وكانت منظمات يمنية أشارت في تقارير سابقة إلى الآثار النفسية الضارة التي يتسبب فيها تجنيد الأطفال على نفسياتهم ومستقبلهم، وفي مقدمتها حرمانهم من مواصلة التعليم، والحبوب المخدرة التي يتعاطونها للبقاء في ساحات القتال، ومخاطر اختلاطهم بمن هم أكبر منهم سنا، إضافة إلى مشاهدة الحوادث الفظيعة التي تصاحب الحروب.