يبدو أن انخفاض قيمة اليوان الصيني بدأ يظهر فعليا على أرض الواقع في الأسواق السعودية، حيث شهدت بعض أسواق الإلكترونيات الصينية في السوق المحلية انخفاضا بنسبة 25% نتيجة الهبوط في قيمة العملة الصينية. وتجاوبت بعض محال بيع الأجهزة الإلكترونية مع الانخفاضات في السعر الأصلي للمنتجات وبيعها بقيمة أقل للمستهلك، بينما أصر العديد من أصحاب المحال على البيع بنفس السعر السابق، للاستفادة من نسبة التخفيض من الشركات الصينية الأم، مستغلين جهل بعض المستهلكين بتخفيض الأسعار. وكشف سمير غروي صاحب محال لبيع الإلكترونيات، ل"الوطن"، عن أن أسعار الكثير من المنتجات الصينية أوغيرها انخفضت بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 25%، بسبب هبوط اليوان الصيني أخيرا، مؤكدا أن المستهلكين لا يدركون الأحداث الاقتصادية العالمية، وبالتالي لا يعلمون وجود انخفاض على تلك السلع من الشركة الأم. التجار مجبرون من جهته، شدد عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ورئيس اللجنة التجارية محمد العجلان ل"الوطن"، على ضرورة انخفاض السلع الصينية، مضيفا أن التجار مجبرون على التخفيض ليسايروا قواعد السوق الثابتة في عملية الطلب والعرض، ولذلك على التاجر الحقيقي التماشي مع الأسعار المنخفضة من أجل المنافسة والبقاء. أما تجار الشنطة وحديثي العهد الذين يخرجون من السوق بعد فترة قصيرة لا نستطيع الحكم عليهم، مؤكدا أن سعر صرف العملات يؤثر بشكل مباشر على سعر السلعة سواء عملات اليورو أو اليوان أو الين الياباني أو الجنية الإسترليني، ماعدا الدولار الأميركي الذي يرتبط بشكل مباشر مع الريال السعودي. وتابع العجلان، أنه في بعض الأحيان تأخذ عملية الانخفاض في الأسعار وقتا بسبب وجود المخزون الكبير بالأسعار السابقة، ولكن البعض من التجار من الممكن أن يبيع السلع الجديدة المنخفضة بالأسعار القديمة. وفي هذه الحالة يجب على المستهلك إتاحة الخيار الثاني في شراء السلع الأرخص والأفضل، لأن السوق السعودية مفتوحة. وأضاف العجلان: "أنا تاجر مثلا في سلعة أو سلعتين، أما باقي السلع فأنا مستهلك مثل المواطنين والمقيمين، وعلينا نحن كمستهلكين العزوف عن المحال التي لا تتجاوب مع الانخفاض والتوجه إلى الاختيارات الأخرى". ظروف سلبية من جانبه، أكد رئيس المركز السعودي للدراسات والبحوث ناصر القرعاوي ل"الوطن"، أن الصادرات الصينية تمر بظروف سلبية وتراجعت نسبة النمو إلى ما يقارب 47%، عما كانت عليه في الفترة الماضية ما بين 14% إلى 7%، وهذا ما أقلق الأميركيين والأوروبيين والأسواق الأخرى التي تعتمد على الصادرات الصينية. وأشار القرعاوي إلى أن انخفاض اليوان الصيني إلى أكثر من 30% يأتي في مصلحة السوق السعودية، مطالبا التجار بالمملكة بالالتزام بنسبة تخفيض الشركات الأم على السلع الأخيرة. وحول تأثير اليوان الصيني على المنتجات الأخرى توقع القرعاوي أن تشهد انخفاضا خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن ما يحدث هو حرب عملات غير معلنة في الأسواق العالمية. وكشف القرعاوي عن أن الصين من أكبر المستوردين للبترول السعودي بنسبة أكثر من مليون برميل يوميا، متمنيا من اللجنة السعودية الصينية برئاسة وزارة التجارة والصناعة أن يكون لها دور واضح ومؤثر في خفض أسعار المنتجات الصينية بالمملكة أسوة بالشركات الرئيسة في الصين.