تشهد تجارة الملابس ارتفاعات مستمرة في الاسعار لاسيما في الملابس الداخلية للرجال والسيدات والأطفال بسبب تزايد اسعار المواد الخام خاصة القطن والحرير الذي زاد بنسبة تصل إلى 50% عن النصف الأول من العام الجاري، وكانت أسعار المواد الخام قد شهدت ارتفاعات كبيرة في بلد المنشأ سواء في الصين أو باكستان ومصر والسودان وتونس، ما ادى إلى ارتفاع أسعار المنتجات القطنية ومنتجات الحرير. وارتفعت أسعار القطن في الأسواق العالمية ارتفاعًا هو الأعلى منذ عدة سنوات بسبب تراجع المحاصيل ما دفع بعض الشركات إلى رفع أسعار الملابس. وفي جانب ذي صلة يواجه سوق الملابس منافسة شديدة من قبل معارض الملابس الجاهزة التي تبيع باسعار منخفضة عن الأسواق التقليدية التي تبيع جميع الأنواع؛ إذ يشتري هؤلاء التجار من مصانع صينية تبيع باسعار زهيدة بعد اتفاق على تخفيض نسبة القطن في صناعة هذه الملابس مما يضع خيارات عديدة امام تجار التجزئة. ويقول عضو لجنة تجار الأقمشة والملابس الجاهزة بغرفة جدة خالد الشهري: ارتفاع أسعار القطنيات بنسبة 50% والحرير بنسبة 25% بسبب الارتفاعات العالمية لأسعار القطن عالميا بعد مشكلة الفيضانات في باكستان وتأثر إنتاج مصر والسودان والصين وتونس من القطن، الأمر الذي أثر على ملابس الأطفال والرجال والنساء في المملكة بعد ان رفعت جميع الشركات اسعار الملابس بنسبة تصل إلى 25%، وأكد الشهري أن انخفاض الدولار وارتفاع اسعار اليوان أثرا على اسعار القطنيات والملابس المصنعة منه. واشار الشهري إلى أن السوق السعودي سوق مفتوح وهذا الامر خلق منافسة في سوق الملابس بدخول المعارض التي تشتري باسعار بسيطة وتحرص على تقليل نسبة القطنيات وتقليل الجودة بحيث يتم تخفيض اسعارها لتكون منافسة وفي متناول الجميع. ورحب الشهري بالمنافسة العادلة التي لا تضر المستهلك، مطالبا بإخضاع عينات للفحص في المختبرات من قبل وزارة التجارة ومتابعة هذه المعارض لمنع الغش وضمان سلع ذات جودة باسعار معقولة وحرصا على سلامة المستهلك، مشيدا بجو المنافسة الموجود في السوق السعودي الذي يتيح خيارات واسعة امام المستهلك. من جانبه قال محمود المنسي الذي يعمل في شركة شهيرة لبيع الملابس الرجالية من القمصان والملابس الداخلية، أن هناك ارتفاعًا عالميًا في أسعار القطن الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة في السوق المحلية بنسب لا تقل عن 50%، مضيفًا «جميع المنتجات القطنية شهدت زيادة مضاعفة في الأسعار والعملاء في النهاية مضطرون لتحمل ضريبة ارتفاع أسعار القطن عالميًا خصوصًا لتأثيره على شركات التجزئة التي ترتفع تكاليف استيرادها للمواد الخام مثل القطن». ورجَّح بائعون آخرون أن وضع أسعار القطن العالمية وارتفاعاتها المستمرة سيؤديان إلى رفع أسعار الملابس الجاهزة باهظة الثمن والرخيصة على حد سواء، مشيرين إلى أن الملابس الداخلية خاصة القمصان الرجالية مرت بقفزات سعرية متتالية خلال الأشهر الماضية، دون أن يفصحوا عن ما إذا كانت تجارتهم قد تعرضت لبعض التراجع في مبيعاتها نتيجة ارتفاع التكلفة على المستهلك الذي قد يحاول البحث عن بعض الخيارات اذا كانت متاحة للخروج من مأزق الأسعار. في الجانب ذاته أكد عجلان العجلان رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه أن أسعار القطن العالمية ارتفعت خلال الفترة الماضية، الذي بدوره أثر على أسعار الملابس الداخلية في السوق المحلية، لكنه شدد على أن من بين الأسباب الأخرى أسواق العملات العالمية، حيث ارتفعت العملة الصينية مقابل الريال السعودي بنسبة 15% خلال الستة الأشهر الماضية. عدد من المستهلكين اكد ارتفاع اسعار القطنيات لتصل إلى ريال للقطعة من الملابس الداخلية والتيشرتات التي زادت بنسبة كبيرة، وأكد ماجد دعيس ان اسعار القطنيات والملابس الجاهزة ارتفاعت ارتفاعا كبيرا خلال شهر رمضان وصل إلى 50% مما زاد التكلفة على المستهلك بشكل كبير خلال رمضان الحالي بعد ان كانت خلال السنوات والشهور الماضية تباع بنسب اقل وتختلف الأسعار من مدينة |لأخرى، نظرا لدخول مصاريف اخرى سواء النقل أو العمالة وغيرها وفق المدينة.