اعترفت بعض الجهات المنظمة للمسابقات الشعرية الخاصة بالمناسبات العامة، أنها تحث لجان التحكيم على التخلي عن الصرامة في تقييم القصائد أو القصص المقدمة لهذه المسابقات، من مبدأ إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في إحياء أي مناسبة عامة وخصوصا الوطنية. وفي الوقت نفسه يرى عدد من الشعراء أن أغلب ما يقدم في هذه الحالات مجرد نظم لا ينتمي للإبداع الحقيقي. التجارب تبدأ بالنظم والمحاكاة المسابقات الشعرية في المناسبات العامة وأهمها الوطنية تهدف إلى مجموعة من الأهداف، منها أن للوطن حق التذكر والتذكير به، وكما يلاحظ الجميع فإن الأجيال الشابة أكثر لهوا وبعدا عن تمثل القيم التي تربينا عليها بحكم صرعات "الميديا" وثورة الاتصالات. فعندما يقيم ناد أدبي مسابقة شعرية وطنية مثلا فإنه يسهم بقدر بسيط في إنعاش هذا الشاب المتحمس لوطنه بنظم أو شعر وله الشكر في الحالين. وكما هو معروف في التجارب الشعرية تبدأ بالنظم والمحاكاة وبعدها يظهر الشعر والشعرية، إذ لا نطالب في المسابقات من الشباب سوى الإسهام بتفتيح قرائحهم وحتى على مستوى لجان التحكيم، فإننا نطلب منهم صراحة البعد عن الصرامة، فالمنتوج المحكم هو لشباب وشابات يجب التروي معهم ومكافأة قريحتهم. أحمد القاضي عضو مجلس إدارة أدبي جازان
إعادة النظر في المشاركات لا نستطيع القطع بأن كل المتقدمين للمسابقات الشعرية مبدعون؛ أو أن مستواهم الشعري في المسابقات لا يختلف عن إبداعهم الحر، لكننا أيضا لا نستطيع القطع بأن شعر المسابقات ليس شعرا جيدا، ولا يحوي إبداعا. المسألة تحتاج إلى نظر في النصوص الشعرية من خلال المسابقات واشتراطاتها، كل مسابقة على حدة؛ إذ إن من المسابقات ما يجعل الشاعر يظهر في مستوى أقل من مستواه. فحين تشترط المسابقة عددا معينا من الأبيات، أو تحد الشعراء وتحاصرهم في المعاني، فإنها- بلا شك- تؤثر سلبا في المستوى الإبداعي للنصوص. وعامة، لا أظن شاعرا يخاطر في التقدم للمنافسة على جائزة ما وهو لا يملك من الموهبة الإبداعية. هند المطيري - شاعرة
هاجس كتابة قصيدة تليق بالمناسبة في مثل هذه المناسبات يغلب طابع النظم أكثر.. وتتراجع المساحة الإبداعية في كثير من إنتاج الشعراء. ومرد ذلك ربما عائد إلى ضغط هاجس كتابة قصيدة تليق بالمناسبة، لكن ذلك لا يعني انعداماً كلياً للإبداع. إذ هناك نصوص تنجح في تجاوز تلك اللحظات الضاغطة وتستطيع إقناع المتلقي بجودتها.. من وجهة نظري أجمل النصوص الوطنية تأتي في لحظة عناق حقيقي مع معنى وقيمة الوطن.. وأما عن دورها في الحركة الإبداعية.. فأرى أنها لا تضيف الكثير. صالح الديواني كاتب الشعر يحتاج إلى مساحة من الحرية المسابقات الشعرية المناسباتية والوطنية في نظري تمثل مسألة وقتية لا ترتبط بالذهنية الأدبية بأي قيمة، لأنها مرتبطة بزمن وحدث والشعر الإبداعي الحقيقي لا ينتظر الإملاء في تحديد زمن أو مكان، والمسابقات الشعرية التي شاركت فيها كانت تمنح فرصة للشاعر لأن يقول أو يستحضر ما كتب في لحظات التجلي وهي مسألة اختيارية بالنسبة له، فأعتقد أن الشاعر في المسابقات الشعرية العامة المتحررة من الشروط والمتجردة من الإملاءات والوصايا هي في حقيقتها تمنح الشاعر فرصة لأن يختار ويصطفي من نصوصه ما يمثل قيمته ومكانته الشعرية وروحه الإبداعية ، ومن جانب آخر الوطن محرض على الإبداع، وهناك شعراء يستلهمون القيمة الحقيقية للوطن ويتمثلونها جيدا ويكون هناك إبداع واضح، وفي المقابل هناك أناس تصبح المسألة الوطنية أشبه ما يكون بالثوب المعار ومن يتجمل ليس مثل الجميل والمتكلف ليس مثل التلقائي، الشعر يحتاج إلى مساحة كبيرة من الحرية والإبداع والتجلي. نايف الرشدان شاعر